غادر نايف وجاء نايف وما بين النايفين ملفات عالقة في العقبة الخاصة
كتب-رياض القطامين
هي الأيام دول بين غاد وآت والعبرة في البصمة والأثر والإنجاز الذي ينعكس على مفاصل الوطن وعلى تفاصيل حياة الناس المستهدفين من عمليات التنمية في المنطقة .
غادر نايف بخيت الذي امضى أطول فترة رئيسا لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نصفها بجائحة كورونا فاصاب هنا وأخطأ هناك ونجح في بعض الملفات واخفق في ملفات اخرى وسجل عليه التردد في اتخاذ القرارات ما بين الخوف من المسؤولية والحرص على الأداء رغم دعم جلالة الملك وسمو ولي العهد لملف العقبة ومشروعها .
بخيت كان لديه فرص وكان حوله معيقات ايضا كان لدية أدوات وكان ضده محيرات على رأسها تغول حكومات اعجز من أن تنهض بالعقبة أو تدرك تفاصيل العمل فيها .
ترك بخيت ملفات عالقة يتصدرها ضعف جذب الاستثمارات وتنشيط السياحة وتطوير الميناء الرئيس وملف الأراضي المدعومة للمواطنين وقضايا بيئية وهيكلة الموارد البشرية في السلطة.
يتربع اليوم نايف الفايز على هرم سلطة العقبة الخاصة كوزير مخضرم ظل مطلا على العقبة عن كثب بحكم موقعه السابق .
والسؤال هل بمقدور الفايز الرئيس الجديد لسلطة العقبة ان يحلحل ما علق من ملفات وان يحرك المياه الراكدة في العقبة بمختلف القطاعات السياحة والنقل واللوجستيات والبيئة وريادة الأعمال وذهنية المجتمع المحلي التي باتت في عزله عما يدور حولها .
جاء الفايز للعقبة الراكدة وسط محيط إقليمي متحرك تنموياواقتصاديا وما مشروع “نيوم السعودي” عن العقبة ببعيد إلى جانب دوران ماكنت الموانىء المصريه على القرن الافريقي المجاور.
نجاح الفايز في العقبة يكمن في مقدرته على الاستقلال في اتخاذ القرارات والتحرر من تغول حكومة عمان وعدم الارتهان إلى وزير هنا أو وزير هناك علاقته بالعقبة كعلاقة زواج المسيار بزيارة سنوية أو نصف سنوية .
العقبة اليوم والكلام موجه للفايز الرئيس الجديد تحتاج إلى جرأة بالقرار وانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني اولها الصحافة والإعلام ولقاءات مباشرة مع المستثمرين ضمن برامج تنطوي على تسهيلات وحوافز قادرة على توطين المستثمر واقناعه بالبيئة الاستثمارية في العقبة وحملات تسويق للسياحة الداخليه وأخرى موجهة للخارج بحثا عن استثمارات جديدة لعل القطاع الطبي والصحي عموما في مقدمتها .
الفايز مطالب ان يدفع بالعقبة ببرامج وفعاليات تبدد صمت المدينة المطبق فلا نمو للاستثمار في غياب التنمية المجتمعية والشبابية تحديدا في ظل الانفلات الفكري المتطرف .
لا ينبغي للعقبة ان تبقى مدينة تقليدية تغفو على كتف الخليج قبل غروب الشمس كبقية مدن اخرى تعاني فقر الثقافة والأفكار والحوار دون تشبيك مع مراكز الفكر والتنوير في الجامعات .
ليس أمام الفايز ما يعكر صفو العمل في العقبة ان كان هناك رقابة للعمل ومحاسبة على الأداء وتوزيعا للادوار وإلغاء سياسة الرجل الواحد .
واخيرا اتمنى من الرئيس الجديد تفعيل اختصاصات وادوار أعضاء مجلس المفوضين ضمن خطط محكومة باهداف وتوقيت محدد والانفتاح .
وفي الختام نؤكد هنا ان الإعلام في العقبة سيبقى الجيش الرديف والرافعة المحورية لتعظيم الإنجاز والضوء المسلط على الخلل لاصلاحه .