عن الأردن….مرة ثانية وثالثة ورابعة
د.عبدالمهدي القطامين
كلما اتخذ الأردن خطوة داخلية تجاه تحسين وضعه الاقتصادي أو الاجتماعي أو أي إجراء احترازي لما هو ليس في الحسبان من ظروف طبيعية أو اخطار تلوح على حدوده نجد من يشكك في كل خطوة ومن يستثير الناس بلا سبب مقنع أو حتى دراية .
اخر هذه النهفات ما أثير من لغط سببه شخص يركب سيارة ويسير قرب الابنية الجاهزة التي اعدتها الدولة قرب المفرق ويزعم الأخ الذي لا اشك للحظة واحدة أنه ليس بكامل وعيه أن تلك المباني ستكون مأوى للاجئين من غزة .
مثل هذا النكرة الذي يهرف بما لا يعرف على الدولة وفورا أن تلقي القبض عليه ومحاسبته فأن كان جاهلا علمناه وأن كان محبحبا عالجناه وأن كان بوعيه الكامل فالقانون كفيل بمعالجته .
عام ١٩٨٨ كما اتذكر كنت برفقة صديق في الطريق إلى العقبة وفي منطقة المريغة أشار إلى مدرسة مكونة من عدة طوابق وسألني هل تعرف لماذا أقيمت هذه المدرسة في هذا المكان النائي رددت عليه هي لتوطين اهل المنطقة وتوفير خدمة تعليمية لابنائهم رد ضاحكا …انت غلطان هذه ستكون لاستقبال لاجئين من فلسطين وما زالت المدرسة تدرس أبناء المنطقة وربما ما زال صديقي مصر على رأيه الغريب.
الحادثة أعلاه تتكرر كل يوم مع غيري فلغة التشكيك بالدولة وبكامل مقوماتها ما زالت تتكرر كل يوم على الرغم من ان كل ما يثار قد بينت الأيام كذبه وافترائه والغريب أن الكذب والافتراء يتقاسمه العامة والمتعلمين والمثقفين وبعض السياسيين وربما هذا يدفعنا نحو التساؤل المر ….لماذا
وإنني لا أزعم أن دولتنا كاملة الأوصاف فالكمال لله وحده واعترف أن دولتنا تخطىء وتصيب مثلها مثل أي دولة على هذه الكرة الأرضية ولكن حيت تخطىء يهب الجميع بها طعنا وشتما وحين تصيب لا يلتفت احد ليعترف بصواب ما فعلت وهذه حكاية أجزم أن مردها غياب الانتماء الحقيقي للوطن فالبعض يراه مرحلة يمر بها والبعض يراه سوقا ينتفع منه والبعض يراه بقرة حلوب يمتص ضرعها فإذا جف حزم امتعته وغادر إلى ضرع اخر .
لكن ما يثلج القلب حقا ويجعلنا أكثر ايمانا بقدرة هذا الوطن على البقاء والتحدي أن الاغلبية تراه وطنا ليس عنه بديل وتراه مأوى الى يوم الدين وتراه البدء والمنتهى .