علاقة “الضفتين” بين العشائر والعشائرية

الغواص نيوز
علاقة “الضفتين” بين العشائر والعشائرية وعلى هامش كتاب الروابدة: الجنرال العدوان “يستغرب ويُعاتب” المفكر السياسي عدنان أبوعودة.. عودة لنقاشات ماجد باشا مع قادة القدس والمندوب السامي البريطاني وتذكير بأن “قبائل شرق الأردن” رفضت “إقامة وطن قومي لليهود” في فلسطين
لندن- خاص بـ”رأي اليوم”:
نشر الجنرال الاردني المتقاعد والناشط موسى العدوان ما وصفه بانه تعليق ورد على ما سبق ان اشار له رئيس الديوان الملكي عدنان ابو عودة حول العلاقة بين اهل الضفة الغربية والعشائر الاردنية.
واشار الفريق المتقاعد العدوان الى حادثة وردت في احد الكتب المرجعية حول لقاء جمع وفد من قبائل شرق الاردن برئاسة الشيخ ماجد العدوان والمندوب السامي البريطاني في القدس.
وحصل اللقاء حسب رد العدوان على ابو عودة قبل تاسيس امارة شرق الاردن.
وفي ذلك اللقاء اشار العدوان الى ان المندوب السامي البريطاني وعد العدوان والذي كان يمثل القبيلة الاكثر اهمية والاكبر شرقي نهر الاردن بتسليم قبيلته وتسليمه شخصيا او والده الشيخ سلطان العدوان في ذلك الوقت رئاسة امارة شرق الاردن مقابل الموافقة على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كما قتل المندوب السامي في ذلك الوقت.
وحسب الجنرال المتقاعد موسى العدوان كان الشيخ ماجد العدوان برفقته وفد من اشقاء له وبعض مشايخ قبيلته والتقى القيادات البارزة في مدينة القدس قبل لقاء المندوب السامي وسمع من قادة مدينة القدس تسريبات عن نوايا المندوب السامي البريطاني انشاء دولة لليهود في فلسطين.
وحسب العدوان طلب اهل القدس من ماجد باشا العدوان التدخل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني غربي نهر الاردن.
ويبدو ان العدوان توجه بعتاب شديد للمفكر السياسي عدنان ابو عودة بعدما قاله الاخير علنا خلال ندوة خاصة استضافتها مساء الاربعاء صحيفة الراي الاردنية الحكومية.
واراد العدوان في مداخلته التي تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعية الرد على ماقاله ابو عودة بمناسبة اشهار كتاب لرفيقه رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة حيث اعلن ابو عودة امام جمهرة من السياسيين والمفكرين والمثقفين في صحيفة الراي بان العائلات الرئيسية الغربية لم تكن تقبل قرار وحدة الضفتين عام 1949 لولا وجود الهاشميين في الحكم شرقي الاردن.
وفي تلك المناسبة قال ابو عودة ان العائلات الفلسطينية لم تكن بصدد اعلان وحدة من اي نوع مع العشائر البدوية الاردنية شرقي نهر الاردن وبالتالي لولا وجود الدولة الهاشمية لما قامت هذه الوحدة ولما قبلها المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية ذلك الوقت.
وكان ابو عودة يتحدث مع نخبة من المثقفين و السياسيين الاردنيين باستضافة مركز الدراسات التابع لصحيفة الراي ابرز الصحف اليومية الحكومية في عمان.
وتناول ابو عودة سردا تاريخيا في ذلك اللقاء للعديد من المحطات في تاسيس المملكة الاردنية الهاشمية بشكلها الحضاري الجديد.
وتحدث في نفس الندوة وزير التنمية الاجتماعية الدكتور صبري اربيحات كما ادلى بمداخلة صاحب كتاب هكذا افكر وهو الرئيس الروابدة نفسه في الوقت الذي اثارت فيه تعليقات ابوعودة جدلا خارج الندوة وبعدها ولكن ليس اثنائها.
وقال اللواء العدوان في رده على ابو عودة انه لا يمكنه قبول رواية الاحداث كما تقدم بها الاخير معربا عن استغرابه الشديد من هذا السرد لمسار الاحداث خصوصا وان من يقوم بذلك سياسي رفيع المستوى تقلد ارفع المناصب في الدولة الاردنية ، الامر الذي يثير الاستغراب ولا يمكن قبوله حسب العدوان.
وكان ابو عودة ايضا وفي نفس الفعالية قد وصف البرلمان الاردني بانه برلمان تمثيل عشائري فقط معتبرا بان العودة للدولة المدنية هو اساس التواصل والتصنيف ما بين الدول في الفكر السياسي مشيرا لان الدولة المدنية الحقيقية هي دولة الامة والتي تعتمد على منهجية المواطنة بصورة اساسية.
واشاد ابو عودة بالروابدة في نفس المناسبة على اكثر من صعيد وبكتابه الذي ضم 66 محاضرة على الاقل في 6 محاور متعددة ومتنوعة كما وصفها.
وقال ان الكتاب الجديد للروابدة اضافة الى المكتبة العربية والاردنية لكنه قرر مناقشته في بعض المحاور خصوصا تلك المتعلقة بالفارق ما بين العشائر والعشائرية ودور العشائرية في مفهوم الدولة المدنية وكل تلك الاعتبارات التي تلحق ملمحا لان الروابدة في كتابه لم يتطرق للمسالة الاقتصادية وهو امر يعود للارجح الى ان من دعاه لالقاء المحاضرات واقامة ندوات لم يطلب منه الحديث في الملف الاقتصادي.
-وتحدث ابو عودة في نفس النشاط عن العلاقة بين الضفتين وشرح ظروف وملابسات قرار الملك الراحل الحسين بن طلال بفك العلاقة الادارية والقانونية مع الضفة الغربية مؤكدا للحاضرين بانه شخصيا هو من صاغ قرار فك العلاقة وتابع تفاصيل بحكم عمله القريب جدا مع الملك حسين لمدة 23 عاما على الاقل مؤكدا على ان كل من يقول ان جهة اخرى هي التي اعدت وقررت وصاغت قرار فك العلاقة كاذب على الارجح.
وتحدث ابو عودة ايضا عن رغبة الملك حسين التي تم اقرارها بان تستثنى الاوقاف والمقدسات الاسلامية في القدس من قرار فك العلاقة مع الضفة الغربية عبر الاصرار على تبعيتها لوزارة الاوقاف الاردنية.
وهو ما كان في كل الاحوال ثم تعرض لسرد تاريخي وعلاقة بنشوء الدولة الاردنية الحديثة مشيرا الى ان منطقة شرق الاردن بالنسبة للادارة البريطانية العليا وونستون تشرشل كانت جزءا من فلسطين وبالتالي قرر تشرشل فصلها لاحقا باعتبارها وصلة جغرافية لاغراض اقتصادية وامنية بين البحر الاحمر والعراق تحديدا.