رجلنا في رام الله.. ما الذي أغضب حسين الشيخ من هذه العبارة؟.. شغف عواصم عربية بالإجابة على سؤال “من هو خليفة عباس” يتزايد.. واجتماع “استجابة” غير رسمي في منزل الرئيس حاول مُناقشة “سيناريو”

الغواص نيوز
واشنطن ـ خاص بـ”رأي اليوم”:
“هذا هو رجلنا في رام الله”.. تلك العبارة الساحرة التي رددها جنرال أمني إسرائيلي وتناقلتها تقارير الاعلام بصورة موسعة بعد ما وردت في إحدى الصحف العالمية.
والحديث هنا عن حسين الشيخ الوزير المختص بالتنسيق مع الاسرائيليين في هرم السلطة الفلسطينية.
ويبدو ان هذه العبارة تعيد الجدل حول مسألة الخلافة الى المربع الأول وتثير نقاشات من شأنها القول بان مرحلة الرئيس محمود عباس فيما يبدو شارفت على نهايتها او قد تنتهي قريبا خلافا لان الشغف متواصل بين عدة عواصم عربية وغربية في محاوله للإجابة على سؤالي بحجم من هو خليفة الرئيس محمود عباس.
لاحظ الجميع بان إسم حسين الشيخ يصعد على المستوى الإعلامي بين الحين والآخر.
لكن الشيخ نفسه يتهم قيادات وأقطاب في حركة فتح بسن سلسلة من الهجومات عبر تنبؤات وتكهنات إعلامية تطاله وبهدف حرق أوراقه وفرصته وهو أمر يقدره مقربون منه جدا من حسين الشيخ يتهمون منافسين له بإستهدافه بنسج حكايات وتوقعات من شأنها ان تؤدي الى تأزيم والتأثير بالعلاقة بينه وبين الرئيس محمود عباس.
طبعا لا ينفي حسين الشيخ سعيه نحو الزعامة او رغبته في ملء الفراغ والاستمرار في الضرب على أوتار وظيفة الكيان الحالي الاداري والسياسي الذي يحمل إسم السلطة الوطنية الفلسطينية.
لكن حسين الشيخ من المقربين جدا للدوائر الأمريكية والإسرائيلية وتلك صفات لا تكفي فيما يبدو حسب مختصين بارزين في اللجنة التنفيذية لمنظمه التحرير وبعض مصادر مركزية حركة فتح تلك ميزات لا تكفي لكي يعتلي الشيخ المنصة.
تفسير الشيخ للأنباء والتكهنات وتسليط الإعلام الدولي أحيانا الأضواء عليه هو أقرب الى التحدث عن مؤامرة والاوساط القريبة جدا منه في حركه فتح تشير الى ان هذه المؤامرة تبدو متقنة وتستثمر في الاوقات التي يبدو فيها الرئيس عباس منزعجا لان قيادات دول عربية شقيقة وصديقة بدأت تطالبه بترتيب ملف خلافته او المرحلة التي تلحق به في حال غيابه عن السلطة قبل رحيله.
وعلى اعتبار ان هذا ما جري في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وبالتوافق ما بين الامريكيين والاسرائيليين وعدة عواصم عربية وهذا ما تقوله كل من عمان وأبو ظبي عمليا لعباس الآن.
يبدو ان الرئيس عباس استضاف اجتماع غير رسمي في منزله لقيادات بارزة في حركة فتح وان هذا الاجتماع ناقش ولأول مرة مسالة الخلافة و كيفية ترتيب الأمور مستقبلا.
وهو اجتماع يعبر عن نقطة تحول اساسية في طريقة تفكير الرئيس عباس يردها المعنيون والخبراء الى ضغط أمريكي وإهتمام أردني ومصري بان يبدا الرئيس عباس نفسه مناقشة مسألة الخلافة واوضاع الرئاسة الفلسطينية والسلطة والبدائل المتاحة في عهده تحديدا او في ايامه قبل السماح لحكومة اليمين الاسرائيلي بالاسترسال في وضع خطط تستهدف تقويض السلطة الفلسطينية وقبل تسلل حالة من صراع الاقطاب بين حركة فتح في هذا السياق.
القيادي حسين الشيخ وجد نفسه في زوايا حرجة بهذا المعنى لكن في الاجتماع المشار اليه باعتباره اجتماع غير رسمي وفي منزل الرئيس عباس لم يكن حسين الشيخ مرشحا على الاطلاق لخلافة الرئيس على مستوى القيادات الفتحاوية التي حضرت.
ولسبب مجهول وغامض يعود حسين الشيخ رسميا الى الاضواء كمرشح اسرائيلي او امريكي وهو امر يلحق به ضررا بالغا وسط قناعة الاوساط الفتحاوية بان الرئيس المقبل او خليفة الرئيس عباس ينبغي ان تقبله حركة فتح بصورة اساسية ومركزية .
وذلك بالنسبة للفتحاويين واقطاب منظمة التحرير الفلسطينية موضوع غير قابل للنقاش.
والانطباع السائد عموما بان القيادي حسين الشيخ لا مكان له في ملف الخلافة بالنسبة لمؤسسات حركة فتح تحديدا.