طويل شهاق…..

الغواص نيوز
كتب د. عبدالمهدي القطامين
لم يعرف احد من اين جاءت التسمية ولكن اشتقاقات اللغة تدل عليها كما تدل جغرافيتها …فطويل” بتشديد الياء “
هي تصغير طويل وشهاق من الشواهق اي المنطقة الشاهقة …طويل شهاق التي تقع غربي جرف الدراويش على بعد 28 كلم منطقة شبه صحراوية تتخللها احجار البازلت السوداء وقد كانت مغمورة بالمياه ذات زمان سحيق …من النادر ان تجد فيها اثار حياة الا اذا كان الموسم مطيرا فتراها تزهو بورود موسمية صغيرة الحجم زاهية الورد ما يشكل مرتعا خصبا للأبل التي تبحث عما يأكل في دو خال.
في الليل تتحول المنطقة الى ثلاجة وليس سوى ” الصريد” تخاله يطول العظم او يكاد ولا يفك سطوته سوى النار التي يشعلها الزائر على عجل فيأنس بها ويراقب لهبها الذي يبدد الظلمة ثم لا يلبث حتى يدوي عواء الذئاب على مقربة من المتعللين علها تجد لديهم لقمة زاد تسد به جوعها الدائم وتظل تحوم حول المكان لعل الزائرين يغفون قليلا فتلتهم بحذر وعلى عجل ما تبقى من عظام القوها هنا وهناك .
طيور الفر المهاجرة القادمة من افريقيا في رحلة العودة الى اوروبا اعادت بعض حياة للمنطقة حيث بات يؤمها عشاق صيد الفر حيث يحط السرب مخدوعا بصوت الات تناديه فيظنها بعضا من سربه صادفت ماء او خضارا فيحط الرحال في وسط الليل منتظرا الصباح واذ تبدو الشمس متسللة في الصباح الباكر من الافق الشرقي تتجهز بنادق الصياديين لصيد ثمين فلحم الفر من اللحوم التي تقوي جهاز المناعة وتقوي عضلة القلب ولها فوائد اخرى .
في “طويل شهاق” ثمة متسع للبحث عن سكينة وهدوء بتنا نفتقدها في زحمة البحث عن الرغيف المهاجر ابدا كما يهاجر الفر .