ملايين الطيور تشد الرحال إلى العقبة شهري آذار ونيسان

الغواص نيوز -رياض القطامين
قال مدير مرصد طيور العقبة المهندس فراس رحاحله ان ملايين الطيور ومن أصناف متنوعة تشد رحالها إلى العقبة بهجرات متتاليه لتمنح العقبة بعدا بيئيا وسياحيا فريدا .
واضاف في حديث ل(الراي) تبرز العقبة مجددا أهميتها السياحية من خلال منتج سياحي بيئي اضافي من نوعة في المنطقة، حيث يعد مرصد طيور العقبة أحد اهم مناطق الاستراحة للطيور المهاجرة في الأردن من خلاله موقعه الاستراتيجي على ثاني اهم مسار لهجرة الطيور في العالم والذي يربط بين القارات الثلاث أوروبا واسيا وافريقيا، ويسمى هذا المسار بمسار حفرة الانهدام.
ويعبر هذا المسار عشرات الملايين من الطيور سنويا والتي تتخذ من المناطق الامنة والتي توفر بيئات مناسبة مقصدا لاستراحتها.
ويقوم مرصد طيور العقبة على استثمار نهج إعادة التدوير من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في توفير بيئات مناسبة لاستقطاب الطيور، والتي بدورها تشكل مقصدا سياحيا لمراقبي الطيور والمهتمين بمراقبة الطيور ليحظوا بمشاهدة الأنواع المختلفة من الطيور خلال فترة استراحتها في الموقع اثناء هجرتها.
وقال رحاحله لقد تم تسجيل ما يصل ل 270 نوع من الطيور في المرصد تشكل ما نسبته 60% من الأنواع المسجلة في المساحة الكلية للمملكة الأردنية الهاشمية، الامر الذي جعل مرصد طيور العقبة اهم او أحد اهم مواقع سياحة مراقبة الطيور على مستوى المملكة حيث يزوره ما يزيد عن عشرة الاف زائر سنويا من مختلف الفئات سواء على المستوى المحلي او الدولي.
واضاف تقوم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة منذ عام 2012 على إدارة وحماية وتطوير البيئات في مرصد الطيور من خلال اتفاق بينها وبين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبشراكة فاعلة مع شركة مياه العقبة مما ابرز نهضة نوعية للمرصد طيور العقبة من الخلال شراكة الأطراف الثلاث، الامر الذي انتقل بسياحة مراقبة الطيور من النطاق الضيق الى نطاق اكثر اتساعاً على مستوى العقبة بشكل خاص.
وقد كان للجمعية الملكية لحماية الطبيعة كذلك دور بارز في اظهار اهمية البيئات الجميلة في مشروع واحة أيله كنقطة استراحة للطيور ومراقبة الطيور واستثمارها بالشراكة مع شركة واحة ايله للتطوير لخدمة الواقع السياحي البيئي في العقبة.
وفي سياق متصل فأن سياحة مراقبة الطيور تعد ابرز أنواع السياحة البيئية التي ستشهد تزايداً وفاعلية كبيرة بعد بدء تفعيل إجراءات التعافي من الجائحة والتي نتطلع لان تشكل رافداً اقتصاديا مهماً للأردن خلال العقد الحالي استناداً لمعدل الانفاق العالي لهذه السياحة والذي يبلغ على سبيل المثال لا الحصر 41 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة الامريكية.
وفي سياق بيئي فان العقبة بشكل عام ومرصد الطيور بشكل خاص تمتلك 41% من نسبة التسجيلات النادرة لأنواع الطيور على مستوى المملكة منذ العام 1999 حتى يومنا هذا ويقوم مرصد طيور العقبة على خدمة ما يزيد عن 12 نوع من الأنواع المهددة محليا وعالميا والتي بدورها تصب في صالح التزامات الحكومة الأردنية بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية الساعية لحماية التنوع الحيوي والانواع المهاجرة.
مؤخرا ومن خلال عمليات التطوير والتنمية في العقبة فقد أدى تطوير محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي تأثيرا كبيرا على بيئات مرصد الطيور من خلال انحسار المسطحات المائية المتاحة والتي اسفرت عن توافق بين الأطراف الثلاث على خطة تخفيف واستدامة لبيئات مرصد الطيور وتنمية للجانب السياحي والبحثي المرتبط بعلوم الطيور وقد تم من خلالها تجهيز المخططات وتنفيذ الدراسات اللازمة لذلك والموافقة عليها من سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وقال نتطلع لتنفيذ عاجل لهذا المشروع الذي سيخدم العقبة بشكل خاص والأردن بشكل عام في تشكيل مركز انطلاقة لسياحة مراقبة الطيور الى مستويات عالية في المملكة.
وفي سياق المراقبةةالدورية للانواع المهاجرة، تشهد مدينة العقبة عبور نشطا لبعض الانواع المهاجرة خصوصا اسراب طيور عقاب السهوب والذي يعبر الاردن خلال عودته من افريقيا لمناطقة في شمال شرق اوروبا وشمال اسيا
وتشهد عملية عبورة تواتر نشط وباعداد تصل لبضعة مئات يوميا بحسب جولات الرصد التي ينفذها مرصد طيور العقبة
ويعد شهري اذار ونيسان موعد ذروة هجرة الربيع والتي تتجه فيها الطيور من جنوب الكوكب الى شماله عبر مسارات محددة تحقق لها العبور الامن من خلال توفر خصائص حيوية وفيزيائية لذلك