مقالات

سياحة العبور في العقبة تمرين حقيقي ناجح لإدارة الأزمات

بقلم الصحفي عمر الصمادي

حققت أجهزة الدولة الرسمية والأمنية واللوجستية بالتعاون مع القطاع الخاص المعني في محافظة العقبة نجاحات فائقة ونتائج مرضية للغاية في إدارتها لملف سياحة العبور مهيئة السبل الميسرة لانسياب حركة المسافرين وفقا لإجراءات الأمن والسلامة محاطة بجماليات الأصالة والضيافة الأردنية العريقة.
وباعتبار سياحة العبور تجربة أولى من نوعها فرضتها إرهاصات الأوضاع الإقليمية والعالمية للتعامل مع فيروس كورنا المستجد، ووفقا للبرتوكولات الصحية التي تطبقها المملكة العربية السعودية الشقيقة فيما يتعلق باشتراطات الدخول إلى أراضيها لليد العاملة من الشقيقة مصر.
دوما العقبة هي الأقرب إلى مصر وهي نقطة الوصل بين شرق الأمة وغربها في القارتين (أسيا وإفريقيا) لتجسد افضل الأمثلة على التكامل العربي العربي ، بما توفره المرافق اللوجستية بين البلدين على رأس خليج العقبة من مطارات مجهزة ومعابر بحرية عالية الكفاءة، ووجود شركة الجسر العربي العريقة التي تحملت النسبة الأكبر من هذا الإنجاز بتسخير اقصى قدراتها الفنية والعملياتية لنقل الأشقاء المصريين العائدين إلى أعمالهم في المملكة العربية السعودية بيسر وسهولة وأمان ليقيموا في العقبة وبعض المدن الأردنية الأخرى لمدة 14 يوما تلبية للبرتوكول الصحي في السعودية.
وقد يكون من حسن الطالع للعقبة بمختلف قطاعاتها، ان تطلب السعودية ( مشكورة) شرط الإقامة لمدة 14 يوما في دولة خضراء لمن يود العودة للعمل على أراضيها، مما انعكس على دفع دوران عجلة أنشطة القطاعات الاقتصادية التي كانت شبه متوقفة لفترات طويلة بسبب الجائحة لا سيما قطاع السياحة والطيران والشقق الفندقية، وحرك أيضا قطاعات أخرى عديدة بشكل مباشر أو غير مباشر ، في إشارة إلى ان بعض هذه القطاعات عملت فوق طاقتها الاستيعابية كمؤشر على ضخامة المنافع لسياحة العبور الإيجابية التي بينت التجربة أنها بحاجة إلى مزيد من التركيز.
ان تدفق عشرات الآلاف من أشقاءنا المصريين إلى المملكة في وقت واحد تقريبا بعد فترة سكون طويلة بدون ان يقرع الجرس وضع أجهزتنا ومؤسساتنا في موقف التحدي من حيث القدرة الاستيعابية والكفاءة التشغيلية وتنظيم الأمور اللوجستية وضبط إيقاع بعض الجهات التي دأبت على استثمار الأزمات لصالحها في شركات السياحة والسفر والإسكان ومحاولتها استغلال هذه القرار لتحقيق مكتسبات مادية قد تكون على حساب المواطن المصري أو على حساب الدولة الأردنية، لا سيما واننا في الأردن ما زلنا في طور التعافي التام بإذن الله.
سياحة العبور شكلت تحد كبير وحقيقي، وكمتابع أرها تمرين كفاءة حقيقي وواقعي لكافة أجهزتنا ولقدرات النشامى على التعامل مع الأزمات في منظومة متكاملة من الحس الوطني والتنسيق مرتفع المستوى لإدارة الإمكانات والأوضاع بما يتناسب وأهمية وحجم العمل الضخم الذي تم إنجازه لغاية اليوم بما انعكس إيجابا على الوطن كله.

تحية لكافة الأجهزة الرسمية والأمنية بمختلف مواقعهم على المعابر ولجميع مؤسسات القطاع العام والخاص وعلى راسها مديرية صحة محافظة العقبة ولكل الجند المجهولين الرابضين في المقدمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى