الشاشة الرئيسيةمحليات

سوق الثلاثاء بالعقبة.. ملاذ للفقراء وبوابة رزق لباعة أنهكتهم الجائحة

أصبح “سوق الثلاثاء” في مدينة العقبة، ملاذا مريحا للفقراء وذوي دخل محدود، اذ يساعدهم في الحصول على جزء من احتياجاتهم بأسعار رمزية ومناسبة.
والسوق الذي جرى استحداثه مؤخراً، واقيم قرب السوق الشعبي المغلق منذ خمس سنوات، يركز نشاطه على بيع بضائع وسلع، يقبل على شرائها الأهالي من ذوي الدخل المحدود، الذين ينتظرون موعده صباح كل يوم ثلاثاء، ليضج بحركتهم التي لا تهدأ.
كثير من الأهالي في المدينة، يرون أن هذا السوق، بات ملاذا لهم، ومتنفساً يخفف من أعباء الاسعار المرتفعة، فيما يشير تجار الى ان سوق الثلاثاء، ينشط الدورة الاقتصادية في المدينة السياحية.
وأشار أهال الى أن محتويات السوق متنوعة، وان الاقبال عليه، لانه يلبي حاجاتهم من كافة البضائع، إلى جانب أنه يخلق مساحة للتواصل الاجتماعي بين أبناء مناطق المدينة المختلفة والقرى المجاورة، من تجار وبائعين ومتسوقين.
ويقول المواطن محمد الرياطي، ان السوق يوفر بضائع وسلعا مختلفة، من المواد التموينية والأدوات المنزلية حتى الهدايا والألعاب، وغيرها من الأصناف الموزعة على البسطات، وبأسعار مقبولة، وتنتشر على مساحات شاسعة.
ويشير الرياطي الى ان فكرة السوق وتجميع باعة البسطات في مكان واحد على اختلاف ما يبيعونه، أمر مستحسن، مشيرا إلى أن جاذبية السوق تكمن في تنوعه وفي أسعاره التي تناسب الأسر ذات الدخول المحدودة.
ويتوفر في السوق أكثر من 300 بسطة، اصحابها كانوا تجارا، لكن جائحة كورونا القت بظلالها القاسية عليهم، فاتجهوا للعمل في البسطات، وأصبح سوق الثلاثاء ملاذا لهم كما هو ملاذ لذوي الدخل المحدود من المتسوقين.
صاحب بسطة، رأى أن غالبية من يعملون في هذا السوق، هم رجال قهرهم الفقر ونساء يعلن مرضى، مشيرا إلى أن العمل في السوق، فتح لنا بارقة أمل، كباعة وأهال، بخاصة في ظل ما يعيشه جزء من قاطني العقبة من فقر، وعدم استجابة المسؤولين لتحسين أوضاعهم.
ويؤكد محمد ابن عياد، وهو صاحب بسطة، انه كان تاجرا يستورد البضائع من خارج الأردن، وله محلات تجارية سابقا، لكنه بعد جائحة كورونا تحول بسبب أوضاع السوق المتردية، الى بائع بسطة في سوق الثلاثاء، في مسعى منه الى ان يستمر بالعمل، وتوفير دخل يعتاش منه.
وفي زاوية اخرى من السوق، تفترش السيدة ام صالح، الارض ببسطة ملابس مستعملة، لتعيل بما تبيعه على بسطتها، اربعة اطفال، اثنان منهما على مقاعد الدراسة، ولديها ابن من أصحاب الإعاقة، كما أن زوجها يقبع خلف القضبان.
وتشير الى انها تعاني من ضيق الحياة وعدم مقدرتها على تأمين مصاريف بيتها المستأجر، والذي لا تتوافر فيه أي سبل لحياة كريمة، بالاضافة الى ما تتكبده من أكلاف على علاج ابنها صاحب الإعاقة، مؤكدة ان سوق الثلاثاء يساعدها في التخفيف قليلا من أعبائها.
المواطنة إسراء عبد ربه تقول إن أسعار السوق أفضل من أسعار البقالات والمولات، فباستطاعتك في سوق الثلاثاء أيضا، الانتقال من بسطة إلى أخرى وشراء ما يلزم للمنزل بحسب قدرتك الشرائية، كما أنه أفضل من الشراء من المحلات التجارية الكبيرة والمولات التي أسعارها ثابتة.
وقال المواطن تامر أبو العز، إن إقامة هذا السوق مهمة جداً فهي تزرع الأمل والبسمة في نفوس الناس التي تتوق إلى العيش بهناء وسلام وطمأنينة، خصوصاً عندما تؤمن حاجات العائلة باسعار رمزية.
ويتم في السوق إعادة بيع المنتجات المستعملة كالملابس والأثاث والأدوات الصحية وكذلك المواد الغذائية التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى