سامح الله الاعلام السعودي

د.عبدالمهدي القطامين
على مدى اكثر من ساعتين تابعت مقابلة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع قناة ام بي سي وربما كانت هذه هي المرة الاولى منذ عشرات السنين التي اتابع فيها لقاء مع سياسي عربي دون ان يتملكني الملل والبحث عن اقرب دعاية حتى ولو كانت عن شيبس او حبة قطايف .
محمد بن سلمان في الحوار غير المكتوب مسبقا والذي تم مواجهة بين مذيع لم يخف ان يطرح اي سؤال وبين امير متجل موسوعي الاطلاع والفكر فما بين السياسة والاقتصاد والفكر والشريعة كان حديث الامير المتدفق ينبي عن قدرة مذهلة ومعرفة عميقة بالحاضر وارهاصاته والمستقبل وتحدياته .
هذه المقابلة نسفت تماما مسلمات لدي كانت عن الامير وهو انه لا يفرق كثيرا عن اي شاب خليجي لكن ما سمعته جعلني اكثر ثقة بمستقبل الامير ومستقبل السعودية هذه الدولة التي تحتل موقعا مميزا في وجدان كل مسلم وكل عربي
السؤال الذي دار ببالي وانا اتابع ايقونة مقابلة محمد بن سلمان هو لماذا صمت الاعلام السعودي طويلا عن اطروحات ولي العهد ورؤيته ولماذا لم يلقي الضوء على توجهات الامير الشاب المتوثب للعمل والبناء وظلت الصورة نمطية عن الامير ما جعلته محاطا بالغموض والشك والريبة لدى الكثيرين داخل الوطن العربي والعالم بشكل اوسع .
مقابلة الامير جعلتني اتابع واحلل كل مفردات الرجل الذي بدا ممسكا بكامل المشهد الداخلي والاقليمي والعالمي بثقة عالية ومعرفة واطلاع واسع قل ان نجده لدى مسؤول في المنطقة برمتها .
الامير حين تحدث عن الشريعة تحدث بمنطق الواثق والمطلع ان ثوابت الدولة هي هي لم تتغير لكنها ازالت ما كان دخيلا عليها من اجتهادات عبر سنوات طويلة اصبحت من المسلمات وهي في حقيقتها من البدع ومن الخوارج على ما اتفق عليه اجماع علماء الامة ونفى الامير ان المملكة رهينة لاي شيخ او حركة وان ساد ذلك في الماضي فأنه لن يستمر في ظل حاضر متغير سريع التغيير ولا بقاء فيه الا لمن امتلك متطلبات العصر المنسجمة مع روح العقيدة وليس نصوص دخيلة عليها .
في السياسة الخارجية يقر الامير محمد ان ما يحددها امر واحد فقط وهو مصالح المملكة العربية السعودية وان اي سياسة خارجية تتعارض مع هذا المفهوم لن تكون في عهد المملكة الجديد وعن ايران اكد الامير انها دولة جارة وان حسن الجوار معها هو مصلحة سعودية وطنية على الرغم من الاختلاف الواسع في وجهات النظر بين الدولتين .
مجمل انطباعاتي عن مقابلة الامير محمد بن سلمان هي انه صاحب فكر اصلاحي واسع وفكر اقتصادي مستنير ملم بواقع الاقتصاد العالمي لذلك اعتقد ان رؤية ٢٠٣٠ ستتحقق على يد الامير الشاب الذي اجزم انه قد ظلم كثيرا واول من ظلمه الاعلام الذي رسم صورة غير واقعية عن رجل يمتلك كاريزما خاصة ومعرفة واسعة وقدرة على الالمام بكامل تفاصيل المشهد الاقليمي والدولي المربك والذي يسوده عدم اليقين .
شكرا ام بي سي …شكرا م. ب .س كما تعودت صحافة الغرب ان تكتب ولا ازكي على الله احدا ولكني ارى في توجهات ورؤية الامير ابن سلمان عوامل نجاح مستقبلية للشقيقة السعودية التي نتمنى لها كل خير وتقدم وازدهار .