الشاشة الرئيسيةدولي

رحلات مُباشرة من تل أبيب إلى مكّة آخر وعود نتنياهو الانتخابيّة..

الغواص نيوز

يُصِر وزير الدولة للشؤون الخارجيّة السعوديّة عادل الجبير، على شرط بلاده للتطبيع مع إسرائيل، وهو أن تلتزم الأخيرة بالمُبادرة العربيّة التي طرحتها بلاده، وهي التي تطلب من دولة الكيان، الاعتراف بدولة فلسطينيّة، عاصمتها القدس الشرقيّة، وهو حل الدولتين الذي تُنادي به كل الدول العربيّة والإسلاميّة، التي لا تزال تقول إنها لن تُطبّع بدونه.

 

هذا الشّرط لن تُلبّيه إسرائيل بطبيعة الحال، لأنه ليس شرط وليد اللحظة، بل إنّ صفقة القرن التي تبّناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وصهره كوشنر، تقوم على ضم أراضي الضفّة الغربيّة، وغور الأردن، وهو ما يعني بالتالي أن العربيّة السعوديّة، لن تُطبّع نهائيّاً، كون إسرائيل، لم ولن تعترف بدولة فلسطينيّة، حتى وإن كانت دولة منزوعة السّلاح، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أساساً يُباهي بتطبيع دول خليجيّة مُؤخّرًا، بأنها صفقة بدون انسحاب ولا تراجع لحساب الفلسطينيين، والضم أساساً لن يتم بحسب نتنياهو إلا بمُوافقة إدارة جو بايدن، وهو ما يعني تطبيع بعض دول خليجيّة، لم يكن ثمناً حتى لوقف صفقة القرن التي توقّفت أساساً مع رحيل ترامب وإدارته.

 

أمام هذه الوقائع، بات يعتقد البعض أنّ قطار التطبيع يُفتَرض أنه توقّف عند محطّة ترامب وكوشنر، ولن يعود لمسيره، على الأقل لأربعة أعوام أمريكيّة قادمة، ولكن رئيس وزراء إسرائيل يُبدي ثقة غير مُتناهية، حين يتحدّث عن رحلات مُباشرة من تل أبيب إلى مكّة حال فوزه بالانتخابات المصيريّة بالنسبة له، وهي على بُعد ثلاثة أيّام (الثلاثاء) ستحسم مصيره سواءً كان سيبقى رئيساً للوزراء، أم ينتهي حاله بالمُحاكمة والسجن.

 

لم يشرح بنيامين نتنياهو كيف سيضمن تحقيق وعده برحلات مُباشرة من تل أبيب إلى مكّة، فلا علاقات تربط كيانه المُحتل مع العربيّة السعوديّة، لكنّ الأخيرة سمحت بحق الطيران الإسرائيلي عُبور أجوائها، وهو الذي فتح باب الجدل والتساؤلات حول هذه الثقة التي تحدّث بها نتنياهو، ومدى علاقاته الجيّدة مع القيادة السعوديّة، أو أن الأمر كلّه تصريحات وعود انتخابيّة، ليضمن فوزه، وبالتالي يتجنّب مُحاكمته.

 

نتنياهو أساساً كان قد حاول زيارة الإمارات في أيّامه الأخيرة ما قبل الانتخابات وفشل، وتردّد أنّ أبو ظبي غضبت من مُحاولاته تلك، واستغلالها في تحسين صُورته الانتخابيّة للفوز وتشكيل الحُكومة بالتالي، وأكّدت الإمارات أنها لن تكون جزءًا من الانتخابات الإسرائيليّة، وجرى منعه من عُبور الأجواء الأردنيّة ليزور الإمارات، بتنسيقٍ مُسبقٍ يُفترض بين عمّان، وأبو ظبي.

ووعد نتنياهو هذا، أثار الجدل على المنصّات الافتراضيّة حول توقيته، وكيفيّة تحوّل مكّة المُسلمين في سابقة ضمن حلبة سباق الانتخابات الإسرائيليّة، فيما ربطه بعضٌ آخر بتغريدات للإماراتي ضاحي خلفان حول دعوته حماية مكّة من الحوثيين، وربطها مع احتماليّة تقديم نتنياهو تعهّد للسعوديين بحماية مكّة، مُقابل تحقيق وعده برحلات مُباشرة.

 

وحذّرت أصوات عربيّة من أنّ التساهل في قضيّة التطبيع، قد يُفضي إلى أطماع اليهود الصهاينة في أملاكهم في خيبر، والتي لا تزال ماثلةً للعيان كآثار، واحتلالهم لمكّة، والمدينة لاحقاً من بوّابة التطبيع.

بكُل الأحوال لا يستطيع نتنياهو تحقيق وعده حرفيّاً، فليس هُناك مطار أساساً في مكّة، وإنما في الطائف وجدّة، ولم يصدر عن السلطات السعوديّة تعليق رسمي بخُصوص وعد نتنياهو، والمُتعلّق بعاصمتها المُقدّسة حتى كتابة هذه السّطور.

وفيما يُحاول نتنياهو أن يشد ظهره بالمُطّبعين الجُدد، كان آلاف المُتظاهرين الإسرائيليين يتظاهرون خارج مقر إقامته في القدس المُحتلّة، ويُطالبون بخُروجه من منصبه، وبلغ عدد المُطالبين بتنحية السبعيني رئيس الوزراء الإسرائيلي حوالي 20 ألفاً وفقاً لوسائل إعلام عبريّة قبل أيّام فقط من الانتخابات المصيريّة المُرتقبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى