الطالب المناجعة بين آمال التفوق وكماشة الفقر

كتب رياض القطامين
حميمة اليوم التي يقطنها متفوق التوجيهي محمد سلامه المناجعة هي ذات الحميمة العباسيه التي اختفت عن مخابرات الدولة الأموية مابين سفوح جبال الشراه شرقا وشواطئ البحر الأحمر جنوبا بانتظار أن تهب عليها رياح التنمية العباسية .
محمد المناجعة الحاصل على معدل ٩٤.٥ في الفرع الأدبي ما زال يعيش في ذات الحميمة المتوارية عن أنظار التنمية الغائبة تاريخيا .
العابرون لطريق الحميمة من أصحاب القرار والمسؤولية ليس بامكانهم رؤية محمد سلامه المناجعة وأمثاله وهو يلوح لهم براية الفقر واليوم يلوح لهم بكشف علامات الثانوية العامه، فزجاج سياراتهم القاتم لا يسمح لهم برؤية المناجعة وطلبة العباسية التي توشحت بالعوز .
تصنيف مدير التربية والتعليم الاسبق لمحافظة العقبة الدكتور جميل الشقيرات للطالب محمد المناجعة بأنه الأول على المملكة رغم ان هناك طلبة حصلوا على معدلات أعلى منه هو تصنيف دقيق من خبير ربط بين الجهد والامكانيات في رحلة تحدي للواقع لا يقوى عليها الا طلاب العباسية والمناجعة انموذجا.
كما غابت العباسية قرية المناجعة عن أنظار المسؤولين غاب المناجعه عن (فخفخات)وترف الحياة الا من قبل معلم محب او صحفي منصف فذاكرة المعلم والاعلامي كذاكرة التراب والعسكر قوية وملتحمة.
قد تتسهل الى المناجعة اليوم يد محسنا أو نوجهات شركة خاصة تحتضنه ليقفز إلى محيط التنمية في عمان دون حضنها، لكن السؤال المطروح من لطلبة الحميمة وجميعهم كحال زميلهم المناجعة هل يبتلعهم فقر العباسية أم تنتشلهم خطط التنمية الحكومية ؟
اختفت حميمة العباسيين اليوم عن خطط التنمية المستدامة وغفلت عنها ذاكرة المسؤول وتنبهت لها ذاكرة الصحافة والتراب..،وآثار الفقر والبطالة تسيل كما الماء من فيه السقاء .
تقف الحميمة العباسية اليوم على الأعراف بين العقبة المدينة وفضاءات البادية بجبالها وقفارها تنظر إلى خيرات العقبة الاقتصادية بعيون حرى وبطون خاوية علها ترفع عنها مفازات الصحراء ونير الفقر المطبق عليها .
تفخر الحميمة العباسية بان في باطنها دفن صندوق وثائق الدعوة العباسية وولد على أرضها ثلاثة من الخلفاء العباسيين خلف تموجات الهضاب وامتدادات البوادي لكنها تأمل أن يشفع لها جوارها لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة باعتبارها البوابة الحضارية والتاريخية فقد كانت ذات يوم من أشهر المدن العربية والإسلامية .
لها حضورعند أكثر من 35 مؤرخا عبر خمس لغات عالمية لتتكامل فيها صورة الحياة السياحية بإرثها التاريخي التليد ، من مواقع ذات تاريخ، وحضارة وأخرى طبيعية، إلى جانب ما فيها من بعد ديني وسياسي فقد كانت عاصمة العباسيين ومنطلق دعوتهم .
حجم ألمها اليوم بحجم أمل أهلها القابضون على جمر الانتماء المتقد والحاملون لشقاء الطفولة والعوز المرافق حتى أقاصي العمر، طعامهم الخبز والشاي وماءهم عبر الصهاريج ، يلملمون ما في الحميمه من مفردات سياحية ودينية وتاريخية غير مستغلة بحثا عن بوابة خروج أضاع الفقر مفتاحها رغم أن البلدة الحالية أنشئت عام 1969 .
مخالب الفقر نالت من أجسام سكان الحميمه العباسية ورسمت الحرمان سريعا على شفاه الأطفال والأمهات كأغان تخرج كالبخار في هجير صيف الجنوب الحارق حيث ضنك العيش وضيق ذات اليد . لم يسعفها موقعها المميز على السفح الجنوبي لجبل الحميمة الذي يبلغ ارتفاعه (1237م) عن سطح البحر بحوالي 80 كلم شمال شرق العقبة و 50 كلم جنوب شرق البتراء بأن تزحف تجاه خارطة العالم السياحية أسوة بضلعها الثالث العقبة وشقيقتها رم التي راحت تشق خارطة العالم السياحية بشكل جميل وقوي .
بصمات القطاع الخاص فيها تكاد تنعدم أو تظهر بخجل وتطوى على عجل، ولا يوجد مايدل على أن هناك شبه تنمية باستثناء براكيات دكاكين تناثرت على قارعتي الطريق بشكل عشوائي في محاولة من شباب البلدة لإقامة حاجز ولو بسيط بينهم وبين أنياب الجوع وطوابير البطالة وغياب التأهيل . غاب أهلها عن خطط التنمية سنوات عديدة كما غاب جبل هبيره وجبل الطويل وجبل أم أساور وجبل أم شداد وجبل شبكه فيها ليس عن الخارطة السياحية فحسب بل عن صفحات الشعر وأوراق الأدباء في الوقت الحالي . لايعرفها كثير من الأردنيين .
الحميمة العباسية مواصفات تحوي إرثا عربياً وإسلاميا متميزاً إلا إن ضعف البنية التحتية كان وراء غيابها عن المشهد السياحي والاقتصادي.