الغواص نيوز
د.محمد ناجي عمايرة
شاركت قبل ايام في ندوة ثقافية ضمن فعاليات مهرجان الأزرق الثقافي الدولي بعنوان: الثقافة العربية والإعلام في عالم متغير
وفي ما يلي أهم النقاط التي جاءت في الورقة التي قدمتها في الندوة التي شاركني فيها الزميل الإعلامي الشآعر اللبناني المعروف زاهي وهبه:
الحديث عن (الثقافة العربية والإعلام في عالم متغير ) هو حديث ذو شجون وشؤون .
والعنوان في حد ذاته عريض وواسع ومفتوح على شتى الاحتمالات . فالثقافة والإعلام صنوان والارتباط بينهما وثيق . فالثقافة لا تنمو ولا تزدهر بلا إعلام ، والإعلام هو حاضنة الثقافة ووسيلتها إلى التعميم والتأثير والتشكل.
وفي هذه الجدلية ، تبدو ملامح العصر الأكثر اهتماما بالتكنولوجيا ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيري او ( التواصل الاجتماعي). وبين هذا وذاك ثمة مسافات بعيدة وتطلعات واسعةالى عصر اكثر حداثة ، وأكثر غموضا للرائين اليه، من مواقعهم المختلفة .
قبل نحو عقدين من السنوات كنا امام ظاهرة ” العولمة ” نحلل مفهومها ونقيس أبعادها ونستقرئ أهدافها البعيدة والقريبة، ونندهش من نتائجها ، ونعبر عن خشيتنا من رغبتها الجامحة إلى جعل العالم كله (قرية صغيرة واحدة).
ولم يصدق الكثيرون منا ان هذا الهدف البعيد المنال سيصبح واقعا ماثلا امام أعيننا.
وها نحن نجد ان العالم قد ودع العولمة إلى مرحلة “ما بعد العولمة ” بأسرع مما كنا نتوقع.
ونحن ما نزال نبحث عن اجابات اسئلة كثيرة تتصل بالثقافة والهوية وبالأصالة والمعاصرة ، وبآفاق المستقبل . . وثمة ما يقال ايضا عن الغزو الثقافي والهيمنة والنظام العالمي الاحادي ، وتفرعاته.
اقف امام السؤال الكبير اليوم : إلى اين تتجه ثقافتنا العربية وكيف لها ان تصمد لرياح ما بعد العولمة وهي ماتزال تعاني من جراح (العولمة ) … ؟
وهل نحن امام مواجهة مع هذه التحديات ؟ ام اننا يجب ان ننحني للعاصفة ونتركها تمر باقل الخسائر؟!
وهل نحن جاهزون للمواجهة ثقافيا وعلميا وقدرات وامكانيات؟
واذا كنا نؤكد دائما على ان ثقافتنا هي هويتنا وخصوصيتنا لغة وتاريخا وعقيدة ، فهل نحن امام التحدي والممانعة والمقاومة من جديد؟
هل نحن امام رهان على المستقبل بادواتنا التقليدية ام أننا امام انكفاء وعزلة وغياب نصنعه بانفسنا .
هل نحن قادرون على التخطي باتجاهين احدهما المتابعة والنمذجة والاندماج في العصر الذي يفرض نفسه علينا وثانيهما (الخروج من شعب بوان) إلى عالم الذكاء الاصطناعي و”قدرات الربوت” وسواها من إبداعات العصر ؟!
هذه التساؤلات ليست دعوة إلى الاستسلام امام معطيات العصر وأدواته لكنها تاكيد على اهمية المشاركة في صنع المستقبل و إلزامية التفاعل معه بعيدا عن الأحلام والأوهام.
ان الثقافة العربية الإسلامية بسائر أبعادها باتت مهددة وقد اصبح تجديدها مطلبا ملحا فلابد من تجاوز اللحظة الراهنة بعيدا عن (التلطي) خلف شعارات وأحلام وتمنيات صعبة المنال إلى ما نحن قادرون عليه او يقع ضمن امكانياتنا.
فالثقافة التي نتحدث عنها هنا هي هويتنا التي تميزنا عن الآخر وتشكل ذواتنا كامة عربية إسلامية ولا يجوز لنا ان نبقى مكتوفي الأيدي امام عصر التحولات الكبرى هذادون ان يكون لنا دورنا في تحديد سماته ورسم ملامحه.
الثقافة هي روح الامة ولابد لها ان تؤكد حضورها بمنأى عن الخلود إلى راحة وهمية .
لست من دعاة نظرية المؤامرة ولا إلقاء اللوم على الآخر ، وعلينا ان ندرك ان ثقافتنا العربية الاسلاميةليست عاجزة ولا ضعيفة وهي في مرحلة “مراوحة ” لا يجوز البقاء فيها طويلا . وحاجتنا إلى تجديد خطابنا الثقافي واضحة لكي نستطيع ان نكون في قلب العالم الجديد حضورا وأداء وفاعلية