حين نكتب بوجع عن الوطن

الدكتور عبدالمهدي القطامين
نكتب من الوجع وحين تكون الكتابة من وجع وعن وجع يجب ان ننظر لها بمنظار خاص وحين نكتب عن الوطن فإننا نكتب بماء القلب وماء القلب هو الدم والدم هو شريان الحياة ونبض الأرض ومعالم قافلة الشهداء الذين يمضون الى السماء كي تبقى الأرض ويبقى العرض وكما قال صاحبي يوسف الصايغ الشاعر العراقي العظيم
“انا لا انظر من ثقب الباب الى وطني ….. انا انظر من قلب مثقوب … وافرق بين الغالب والمغلوب ”
وفي معادلة الوطن ليس هناك غالب وليس هناك مغلوب لكنها حبة فؤاد تمضي على شرفات البيوت القديمة وعلى مهل تذوب …. لم نكن يوما ممن يحملون خناجر الغدر لطعن الوطن في الظهر حتى ولو طعننا السياسيون بألف خنجر كل يوم سنحتمل وسنمضي ولو كان المخرز تحت الضلوع يتناوش لحمنا لنكتب للتاريخ اننا لم نسلم وطننا لغريب ولم نشوه يوما وجهه حتى ولو شوهه هواة السياسة العابرون على وجعنا الى مآربهم سنقول بيننا وبينكم الوطن ومردود عليكم النقا هاتوا صحائفكم لنقرأ اينا كان يلثغ في حرف السين وهو يمشي حافيا الى المدرسة واينا كان يعبأ فمه بما لذ وطاب من متع الحياة تعالوا لنرى من منا هبش الوطن وخبأه في حقيبة سفر ومن منا علقه تميمة على الصدر واقسم ذات جوع ومسغبة ان لن يمر من ثغرنا الغزاة .
فرق ان تؤمن بالوطن حين تجوع وبين ان تؤمن به حين تشبع وتترف وتفسق …. فرق ان تفطر ذات يوم على خبز وشاي ثم توجه نظرك للسماء وتهتف الحمد لله على نعمه وبين ان تتخم ثم تلوي وجهك تبرما هاتفا ما هذه العيشة ؟
فرق بين من يبحث عن ملاذات آمنة يخبأ فيها مالا سحتا وبين من يقدم رجلا ويؤخر أخرى على باب بنك ليحصل على قرض كي يقتات فيه ويؤمن لأهله وجبة فطور في رمضان .
نكتب من وجع ونكتب عن الوجع فقد قيل لا يعرف الجرح الا من به الألم نداري خجلنا وخيبتنا حين نرى أي بؤس حل في اهل السياسة والحل والربط حين نراهم لا يحلون ولا يربطون بل يتوارون عن المشهد كأن الوطن اصبح بعبعا يخافونه ويخشونه وقد كانوا بالأمس في رحابه يتبطحون رغدا ويتقلبون على موائده وكان الشعب تماما مثل الايتام على مائدة اللئام .
قالت فتاة اعرابية مفاخرة بابيها ….ان ابي لا يجبرها بعد الكسر ولكنه يمنع كسرها ….فهل من متعظ ؟