الشاشة الرئيسيةمقالات

عرار ما زال حياً

أختارت منظمة الالكسو للتربية والثقافة والعلوم الشاعر الاردني عرار ( مصطفى وهبي التل) رمزاً عربياً للثقافة لعام ٢٠٢٢ وهذا إنصافاً لهذا الشاعر العظيم الذي شكل قيمة شعرية وأدبية وثقافية وسياسية على إمتداد سيرة حياتة وما زال حاضراً رغم غيابه مشعاً نموذجاً للشاعر المتمرد المبدع.
كانت ولادة عرار في 25 مايو/أيار عام 1899، وقت كانت تركيا العثمانية تسيطر على البلاد العربية، وأتيح له وقتها أن يتلقى تعليمه الأول في الكتاتيب، قبل أن ينتقل عام 1912 إلى دمشق مواصلا رحلته الدراسية في مدرسة عنبر، وهناك التقى بعدد من الطلبة العرب المناوئين للدولة العثمانية، فانخرط في العمل السياسي شابا يافعا، ونتيجة لنشاطه السياسي تم إبعاده إلى بيروت منفيا، ليعود إلى مسقط رأسه إربد وينقطع عن الدراسة، ويعمل في المدرسة الصالحية العثمانية التي كانت تعود لوالده.
وعند عودته إلى الأردن عمل في سلك التعليم مدرسا في الكرك، ثم حاكما إداريا في وداي السير والزرقاء والشوبك، وأصبح مدعيا عاما، ثم رئيسا للتشريفات في الديوان الأميري في عهد الملك عبد الله الأول.
ومع كل تلك الوظائف الرسمية التي تولاها عرار، إلا أن مزاج الشاعر لم يفارق روحه المتمردة، وظل منحازا للحرية، فبعد تسلمه منصب متصرفية البلقاء، عُزل واقتيد للسجن، وبعد خروجه اختار مهنة المحاماة عام 1930.
عرار “يمثل وجدان الإنسان الأردني، بحضوره، وتجسده لكل ملامح المكون الأردني من أرض وإنسان، حيث تعكس سيرة حياته عبقرية التزامه بقيمه وأفكاره التي نادى بها، ونظمها مرة شعرا، وتارة نثرا..

ومن أفكاره التي جسدها شعرا:

بين الخرابيش لا عبد ولا أمة
ولا أرقاء في أزياء أحرار

بين الخرابيش لا حرص ولا طمع
ولا احتراب على فلس ودينار

الكل زط مساواة محققة
تنفي الفوارق بين الجار والجار

والشاعر عرار يعد من أوائل الشعراء المجدّدين في الساحة المحلية؛ ذلك أنه نقل القصيدة من الموضوعات التقليدية إلى موضوعات متمردة تعتبر جديدة على المجتمع الأردني القبلي والمحافظ، ورغم قربه من الأمير الملك عبد الله مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، فإنه بقي منحازا للفقراء، وهو القائل:

أوَما تراني قد شبعت…
على حساب الأكثريّة

وأكلتُ بسكوتا وهذا الشعب لا يجد القليّة.. (القلية.. القمح الذي يحمص على النار).

توفي مصطفى وهبي التل “عرار” في 25 مايو/أيار عام 1949، ودفن في إربد بناء على وصيته، وتم تحويل بيته إلى منتدى ثقافي ومتحف، وتحقق ما كان يحلم وهو يوسد رأسه ترابها … وكان الشاعر نعى نفسه شعرا:

يــا أردنيات إن أوديت مغتـــربا
فانســــجنها بأبي أنتنّ أكفانــــي
وقلن للصّحب: واروا بعض أعظمه
في تــلّ إربد أو في ســفح شيــحان
قــالوا: قضى ومضى وهبي لطيته
تـغمـدت روحه رحمات رحــمان
على الهامش
البريطانيون يحتفلون بشاعرهم شكسبير كل عام بعد ٤٠٠ عام على وفاتة يقيمون المهرجانات والمسرحيات والاشعار في كل مدرسة وجامعة.!!!!
هل يكون لعرار مساحة واسعة في فعاليات بلده اربد التي تحتفل هذا العام كمدينة للثقافة العربية.!!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى