ثلاثة أيّام من الهدنة أبرزت المُقارنة بين إسرائيل والمُقاومة الفلسطينية.. حرب الصّورة التي تابعها العالم تنحاز لأخلاقية وإنسانية وقُدرة المُقاومة.. مُقابل وحشيّة الاحتلال وفشل أهدافه

الغواص نيوز
القسام سلّمت المحتجزين الإسرائيليين في غزة بعرض عسكري وبأسلحتها في منطقة كانت قد وصلتها دبابات جيش الاحتلال خلال الحرب أكثر من 3 مرات ثم أجبرت على التراجع عنها. في منطقة ساحة فلسطين وسط مدينة غزة. في رسالة من القسام أنها ما زالت تسيطر على الأرض رغم توغل الدبابات الإسرائيلية وادعاء قادة الاحتلال انهم وجهوا ضربة قاسمة لحماس خلال الهجوم.
وخلال أيام التبادل برزت المقارنة بين الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، وبين الجمهور الإسرائيلي. فقد هتف الفلسطينيون لحركة حماس وكتائب القسام والقائد محمد الضيف وأبو عبيدة، ليس في غزة التي خرج الناس منها من تحت الأنقاض، بل امتد ذلك الى مدن الضفة التي استقبلت الاسرى المحررين بالهتافات ورفع اعلام حماس والعلم الفلسطيني، وحتى في القدس التي شهدت تضييقا من قبل الشرطة الإسرائيلية بأوامر من وزير الامن المتطرف ” ايتمار بن غفير “. لم تخلو مظاهر الاستقبال المتواضعة داخل المنازل من توجيه الشكر والتضامن مع المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة. بينما على الجانب الإسرائيلي ارتفع منسوب الخلافات، وامتعاض الجمهور من طريقة تعامل حكومة الحرب برئاسة نتنياهو مع ملف الاسرى لدى المقاومة، وبدت الجبهة الداخلية منقسمة، وسط حالة شبه اجماع لدى المعلقين الإسرائيليين بان إسرائيل رضخت لحماس، وان السنوار يتلاعب بقادة إسرائيل من خلال تكتيكات الهدنة وطريقة الافراج عن الاسرى.
وبينما كشف أسرى فلسطينيون محررون جوانب من سوء المعاملة في سجون الاحتلال، مشيرين إلى تعرض بعضهم للضرب والشتائم قبيل نقلهم إلى سجن عوفر تمهيدا للإفراج عنهم، ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية، أظهرت المشاهد بالمقابل التعامل الإنساني لمقاتلي القسام مع الاسرى المدنيين الإسرائيليين والأجانب، وشاهد العالم المحتجزين وهم مبتسمين وبصحة جيدة يلوحون بأيديهم في وداع عناصر المقاومة الفلسطينية. وهذه المقارنة اسقطت الرواية الإسرائيلية وحملات التشوية التي خاضتها إسرائيل ضد الفلسطينيين بخصوص التعامل مع الاسرى والمحتجزين، بالمقابل سلطت الضوء امام العالم على حجم معاناة الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. لتواصل إسرائيل خسائرها في معركة الصورة مع المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى حتى اليوم.
وتتفادى إسرائيل بشكل صارم ظهور أيا من المفرج عنهم على وسائل الاعلام الإسرائيلية او اجراء مقابلات معهم، خوفا من ان يتحدث هؤلاء عن المعاملة الإنسانية للقسام معهم، بعد ان ظهرت سيدة إسرائيلية أفرجت عنها القسام لاسباب إنسانية في وقت سابق امام وسائل الاعلام للتحدث بإيجابية عن معاملة الفلسطينيين لها خلال الاحتجاز، وهو ما اثار صدمة لدى الجمهور الإسرائيلي، والعالم. وبعدها منعت إسرائيل ظهور أيا من المفرج عنهم من الإسرائيليين على وسائل الاعلام، لكن المنع بحد ذاته اضعف الرواية الإسرائيلية والادعاءات عن وجود سوء معاملة او تعامل غير انساني للمحتجزين في غزة. في وقت تتسرب فيه القصص المروعة، عن التعامل الوحشي والقمع والضرب والتجويع والاهانة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ad
ورغم منع سلطات الاحتلال لاجراء مقابلات مع المفرج عنهم لدى المقاومة، نقلت ” صحيفة يديعوت احرنوت” عن بعض أقارب المحتجزين المفرج عنهم قولهم إنهم “حظوا بمعاملة حسنة ورعاية طبية وتعامل إنساني خلال فترة الأسر، وأكدوا أنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو الإساءة من قبل حماس، حيث كان يتم نقلهم باستمرار من مكان إلى آخر.
ملخص الأيام الثلاثة الماضية من الهدنة وجوهرها صفقة التبادل، على صعيد الصورة وبالمقارنة بين الجانب الفلسطيني والأخر الإسرائيلي يقول أولا ان المقاومة تملك زمام الامر في غزة، وان حرب ٤٧ يوما لم تحقق شيئا لإسرائيل سوى عار قتل الأطفال وتدمير المساكن والعدوان على المستشفيات وثانيا ان المقاومة تمثل شعبا محتضرا، يملك من الإنسانية والاخلاقيات ما يجعله يحافظ على اسرى ولا ينتقم منهم بسبب وحشية واجرام دولتهم، بينما تعاملت دولة إسرائيل بعقيلة الانتقام والعصابات ونهج المحتلين المستعمرين مع الاسرى الفلسطينيين. وهذا انتصار للشعب الفلسطيني امام شعوب العالم الواقفة مع عدالة قضيته.