تصريحات وزير الصحة تُربِك القطاعات .. واقتصاديون : مخاوفنا ازدادت

دُق ناقوس الخطر”، هذا ما قاله وزير الصحة، الدكتور فراس الهواري، عن دخول المملكة موجة ثالثة من كورونا، وربط الهواري العودة للتعليم الوجاهي بإعطاء 4.5 ملايين جرعة مطعوم مضاد لكورونا، هذا التصريح أثار العديد من التساؤلات، بل وأربك الكثير من القطاعات الاقتصادية لا سيما تلك التي عادت مؤخراً للعمل بعد معاناة شديدة ووصول بعضها الى حد الانهيار جراء الاغلاقات السابقة، وباتت التساؤلات التي يشهدها أصحاب تلك القطاعات تتمحور حول ما إذا كانت تلك التصريحات مقدمة لاغلاقات جديدة، فما هي آراء المعنيين حيال كل ذلك؟، وأين “شعار الصيف الآمن من التصريحات المتضاربة”، وما هو أيضاً مصير التعليم الوجاهي؟.
وفي هذا الشأن، تواصلت “نبأ الاردن” مع المعنيين والمختصين في قطاعات مختلفة لتوضيح واقع الحال وتاثير هذه التصرحيات عليها .
**الحاج توفيق: مخاوف لدى التجار من العودة للاغلاقات
رئيس غرفة تجارة عمان، خليل الحاج توفيق، شدد على أن التصريحات الاخيرة احدثت حالة من الارباك والقلق لدى العديد من القطاعات، لا سيما أنها تظهر بشكل يومي، ولا داعٍ لها، في ظل رفع الحكومة لشعار صيف آمن وقدوم السياحة.
وقال إن التهديد باشتراط العودة للتعليم الوجاهي بالوصول الى ما نسبته 4.5 ملايين جرعة لقاح كورونا، ليس موجه فقط لقطاع المدارس، حيث وردتنا العديد من المخاوف لدى التجار من تلميحات الحكومة المتكررة حول موضوع الاغلاق للقطاع التجاري، وهذا يعد كارثة بلا شك، ونحن اكثر قطاع يتم مخالفته.
وختم بالقولر:” يجب التريث قبل التصريح بمثل هذا الشيء، لانه يربك المشهد العام، مع وجود تجاوزات عديدة كإقامة الحفلات في المزارع دون ضوابط صحية واشتراط اخذ المطعوم”.
** الحموري: الموجة الجديدة لن تؤثر على السياحة العلاجية
وفي تعليق لرئيس جمعية المستشفيات الخاصة، الدكتور فوزي الحموري، فقد نوه في تصريحات خاصة لموقع نبأ الأردن الإخباري الى ان الموجة الجديدة لن تكون كسابقاتها، خاصة وأن نسبة كبيرة من الاردنيين قد تلقوا اللقاح أو أصيبوا بالفيروس، مرجحاً عدم زيادة الاصابات الى اكثر من 2000 حالة يومياً.
واضاف:” باعتقادي نسب الإدخال للمستشفيات لن تكون مرتفعة بشكل كبير بالتزامن مع الموجة الجديدة، مشدداً على أن ارتفاع نسب الفحوصات الايجابية ما زالت تحت الـ 5%، اي أنه ما زلنا منطقة خضراء بحسب منظمة الصحة العالمية، وبالتالي فإن السياحة العلاجية لن تتاثر بشكل سلبي.
** د.الطراونة: مقبلون على سيناريو مشابه لموجات كورونا السابقة
وبخصوص الرأي الطبي حيال ما سبق، قال اخصائي الامراض الصدرية والتنفسية وامراض النوم، الدكتور محمد الطراونة، إن ناقوس الخطر دُق مرتين، الأولى عندما سُجلت اول اصابة بالمتحور “دلتا”، وعلل ذلك وزير الصحة في حينها بان هذا المتحور قد تشكل بالداخل الاردني ولم يكن هناك انتشار مجتمعي، مخالفا الوزير بذلك آراء الباحثين الاردنيين الذين قالوا بانه اتى من الخارج ولم يتشكل بالمملكة.
واضاف أن المرة الثانية التي دُق فيها ناقوس الخطر مرة ثانية كانت عندما تشكلت بؤرة للمتحور “دلتا” في جنوب المملكة، وهذا كان مؤشر واضح على دخول المملكة الموجة الثالثة من فيروس كورونا، حيث اننا مقبلون على سيناريو مشابه للموجات السابقة.
وحول المطاعيم وعلاقتها بالموجة الجديدة، أكد الطراونة انها لا تمنع الاصابة ولكنها تقلل من حدتها وانتشارها، والاهم في هذه المرحلة زيادة عدد ساعات التلقيح، ومتابعة القطاع الصحي، إضافة الى تعزيز الكوادر الطبية، لافتا الى أن الموجة الجديدة تختلف عن سابقتيها بان اللقاح يحمي من الاصابات الشديدة والمتوسطة مما يقلل الضغط على القطاع الصحي، لكن المتحور “دلتا” يقلل فعالية اللقاحات”.
ونوه الطراونة الى ضروة تقليل أعداد الوفيات، وتقديم الرعاية الصحية المثلى للمدخلين باقسام المستشفيات، حيث انه حجر الاساس في المرحلة القادمة، وان تسبق وتيرة التلقيح وتيرة العدوى”.
وفيما يخص موضوع الاغلاقات، اشار الى ان الاراء العلمية تؤكد على ضرورة وصول عملية التطعيم الى ما نسبته 70% من المجتمع وبجرعتين وأن يمضى على ذلك مدة لا تقل عن اسبوعين، مضيفا بان العودة للإغلاقات تتم في حال ارتفع الضغط على المنظومة الصحية وزادت نسبة الاشغال عن %75، وحينها يتم اللجوء لمثل هذا الاجراء كخيار مؤقت وليس دائم.
** القواسمي: القوة الشرائية تأثرت بشكل سلبي
وفي سياق متصل، أوضح ممثل قطاع الألبسة والأقمشة في غرفة تجارة الأردن، أسعد القوامسي، بأنهم يعانون من ركود واضح خاصة في قطاع الألبسة والأحذية، الذي لم يكن مؤقتاً خلال فترة الاعياد ومع الفتح التدريجي للقطاعات.
وأكد أن تصريحات وزير الصحة انعكست بصورة سلبية على القوة الشرائية التي يتم ربطها دائماً بفتح القطاعات، فاذا تم تعليق العودة للتعليم الوجاهي، فإن أسواق الالبسة والأحذية ستتأثر ولا شك لأن الاقبال سيقل على شراء المواد التي نعتبرها “موسم” خاصة في فترة ما بعد العيد وهو موسم العودة للمدارس، وهو ما سيشكل في النهاية ضائقة مالية جديدة من حيث توفر السيولة، والالتزمات المترتبة على التجار.
ودعا القواسمي الى ضروة ان تكون التصريحات الحكومية مبنية على الموضوعية، وعدم الاتجاه نحو الاغلاقات التي لن تجدي نفعاً، بل على العكس، فإنها ستضر بالاقتصاد الوطني وستؤدي الى تجميد الحركة التجارية.
** أبو ذياب: السياحة تدمرت ولا خطط مستقبلية
بدوره، ناشد أمين سر جمعية وكلاء السياحة والسفر، كمال ابو ذياب، الحكومة بضرورة ضبط تصريحاتها اليومية والمتكررة والموازنة بين الجانبين الصحي والإقتصادي مؤكداً بأن القطاعات الاقتصادية، وبالاخص السياحة منها، قد تدمرت، حيث لا تستطيع اعتماد اي خطط مستقبلية بسبب هذه التصريحات “.
وشدد على ان اي عملية لترويج السياحة سواء كانت خارجية أو داخلية هي مرتبطة بالوضع الوبائي ، وهو ما اصبح مثيراً للقلق لدى الجميع .
واشار الى أن خطة فتح القطاعات والصيف الآمن والتي أعلنت عنها الحكومة تتعارض مع كثرة هذه التصريحات والتي اصبحت تشكل عدم استقرار للقطاع السياحي.
وقال إن المسؤولين في وزارة الصحة يرسلون يومياً عبر منابر الاعلام رسائل سلبية ومتضاربة للمواطنين بعدم ثبات المنحى الوبائي، ما أثار الهلع والخوف لديهم ولدى القطاعات الاقتصادية ، وهو ما ينعكس سلباً على قطاع السياحة في ظل حالة الارباك المستمرة التي يعيشها ، ولذلك ندعو لضبط ومنع الحديث الاعلامي لاي كان ودراسة اي تصريح قبل الادلاء فيه. .
ودعا ذياب الحكومة الى انقاذ واستدامة قطاع شركات السياحة والسفر، حيث قصرت كثيراً في تحقيق ودعم المطالب الاساسية للقطاع. .
نبأ الاردن