تسويق العقبة والتنسيق الغائب

كتب- رياض القطامين
فكرة إنشاء شركة مشتركة بين القطاعين العام والخاص لتسويق العقبة ليست جديدة فقد طرحت منذ أكثر من ١٥ سنة الا انها لم تر النور حتى اللحظة لأسباب فنية مالية إدارية بيروقراطية .
تأخر إنشاء الشركة مرده إلى أطماع القطاعين العام والخاص حيث يطمع القطاع الخاص بأن تتحمل الحكومة وحدها كلفة ومسؤولية تسويق وترويج العقبة بداخل المملكة وخارجها ، وبنفس المنظار تنظر الحكومة إلى أن يتولى القطاع الخاص كلفة ومسؤولية التسويق والترويج للعقبة وحده على مبدأ المثل الشعبي(ابو جاعد بتلبد لأبو فروه).
الأمر البديهي والمسلم به أن التسويق اذا كان على حساب أحد القطاعين دون الآخر فأن النتيجة هي الفشل ليس لحملات التسويق فحسب ولكن لمشروع العقبة الاقتصادية ولأي منتج اردني .
والغريب أن القطاعين يتسابقان لقطف الثمار وجني المغنم فيما ينفران من الاشتراك بالمغرم المتمثل بكلفة وجهد وتسويق العقبة.
فشلت عدة مجالس متتالية للعقبة الخاصة في إنشاء شركة خاصة بتسويق العقبة ، رغم قناعة جميع هذه المجالس بضرورة وأهمية التسويق.
هناك حلقة تنسيقية إما مفقودة وإما ضعيفة جدا بين الحكومة من جهة ممثلة بسلطة العقبة ووزارتي السياحة والصناعة والتجارة وهيئة تنشيط السياحة من جهة وبين القطاع الخاص من جهة أخرى.
وهنا ندعو إلى ضرورة تمكين عرى التعاون والتنسيق (البيني ) أي بين المؤسسات الحكومية المعنية بالدرجة الأولى ثم بينها وبين القطاع الخاص ضمن استراتيجية تسويقية شاملة للمملكة تكون العقبة مفتاح (الماستر )الرئيس فيها.
من لا يؤمن بالتسويق كعامل نجاح للمنتج الاردني سواء في العقبة أو في غيرها فلا ينتظر الوصول إلى هدفه مطلقا.
وعند الحديث عن تسويق العقبة فإن الاعلام هو الرافعة المحورية لأي فكر أو خطة أو حملة تسويقية وبدونها لن يرى الانجاز النور .
لنخلص إلى أن تسويق العقبة لا بد له من مثلث ذهبي ضلعه الاول الحكومة ممثلة بسلطة العقبة الخاصة وضلعه الثاني الشركات والمؤسسات الكبرى الخاصة في العقبة وضلعه الثالث والرئيس هو الصحافة والإعلام في العقبة أولا ثم في غير العقبة ثانيا.
ونحذر هنا من تسويق أحادي الجانب فإن التجربه اكبر برهان وما حملات التسويق التي نفذتها سلطة العقبة على مدار عقدين ماضيين عنا ببعيد وانا شاهد عيان عليها لدي ما أقوله حول فشل تلك الحملات لكننا اليوم ننظر الى النصف الممتلىء من الكأس .
ما صرح به رئيس السلطة المهندس نايف بخيت مؤخرا عقب زيارة ولي العهد بأن لدى السلطة خطة لتسويق العقبة أمر طيب ويثلج الصدر نأمل أن يترجم على الأرض فمياه العقبة ركدت منذ جائحة كورونا ولابد من تحريكها باتجاه خارطة العالم الاقتصادية .