الشاشة الرئيسيةمقالات

“انها الستون “

الدكتور عبدالمهدي القطامين

انها الستون وما زلت يا سيدي الملك تحمل هما وثان ورابع في وطن تترصده الجهات الاربع تحاصره وكأنها تريد منه ان يقول آخ …لكنه لم يقلها كتم غيظه طويلا وابدى للجميع محبة تفوق ما يكتمون .

انها الستون واي وجع يا سيدي الملك حين تكون الستون على قلق وانتظار وتحفز وتقدم وتراجع فكأنما كتب على هذا الوطن ان يظل على قلق كأن الريح تحته وكأن طيور الكون منذ البدء تحوم على هامته تبغي ان يكون هو الضحية .

انها الستون وهي تعلن وجدها شيبا بدا واشتعل وما زالت تحمل مما يثقل الخاطر

وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ

ستون عاما والبلاد هي البلاد …ستون عاما ما انتخى متعب في بلاد العرب الا وقالت له عمان لبيك …

ستون عاما

ولعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها …… ولكن اخلاق الرجال تضيق .

من اين تبتدأ الحكاية يا سيدي الملك وصوب اي طريق نستبين خطاها والريح ما زالت تئن على الدروب وتستريح .

انها قصة وطن خلق في عين العاصفة وظل فيها يقاتل كلما انتخت حرة ونادت بلاد من بلاد العرب ان حي على القتال كان ابناءنا يتقدمون صفوف الذاهبين الى الحرب غير هيابيين ولا متحرفين الا لقتال من باب الواد الى اللطرون الى الشيخ جراح الى باحات الأقصى الى السموع كان الدم الاردني الزكي يروي تراب الارض وطينها وكانوا تماما يعرفون اي الدروب تفضي الى السماء ان سدت دروب الارض…. يعرفون ان الموت ربما هو قادم مع اول زخة رصاص لكنهم يمسكون بقلب الخندق كي لا يئن ويقسمون بكل غال ان لن يمر الغزاة .ولسان حالهم يقول

وقولي كلما جشأت وجاشت مكانك تحمدي أو تستريحي

انها الستون وقد حملتها وهنا على وهن ايها الملك الذي ما زال يشرق ويغرب والرماح على الجنبين تبحث عن متكئ لها وثمة الكثير من الهمس هنا او هناك همس يعلو تارة ويخمد اخرى عن مصير وطن لم يزل يهتف في اسى وحيرة :

اضاعوني واي فتى اضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر .

انها الستون وقد اشعلت فيك البياض ولم يزل في القلب طراوة تهفو الى مجد تليد لموطن ما زلنا نقبض جمره بردا وسلاما ونقسم كلما هبت عواصف ردة او اقبلت من جائحات الدهر جائحة تصدينا لها وقلنا هو موطن الشهداء ونحن نخشى ان تؤرق ارواحهم تلك العواصف فنقول يا عواصف اخمدي هو موطن الشهداء وفي كل شبر شهيد .

سلام من الله عليك و “الستون ” تشعل جمرها لهبا وشيبا وهي تنحت بعضا من ملامح وجهك الزاكي وتهتف كلما هدلت مطوقة

بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان ظنوا علي كرام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى