انتخابات حاسمة اليوم تُحدد مصير نتنياهو

بدأ الإسرائيليون التوجّه إلى صناديق الاقتراع في رابع انتخابات للكنيست في غضون عامين. وتُعتبر انتخابات اليوم حاسمة لمصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتصدّر نتائج استطلاعات الرأي، لكن من دون أن يضمن الفوز بأغلبية تبقيه في السلطة.
ومن المفترض أن يدلي نحو 6.5 ملايين إسرائيلي بأصواتهم في قرابة 11 ألف مركزٍ، لانتخاب ممثليهم من بين مرشحي 30 قائمة حزبية.
وكانت الحملات الانتخابية قد حمي وطيسها بين حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الحالية، وتحالف أزرق أبيض بزعامة رئيس الأركان الأسبق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس.
وحشدت السلطات الإسرائيلية 20 ألفا من أفراد الشرطة والأمن لتأمين العملية، على خلفية مخاوف من وقوع اعتداءات في العديد من المناطق.
استطلاعات الرأي
وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق شديد التقارب على نحو يصعب معه التكهن بالفائز.
ونتنياهو (71 عاما) الذي يحاكَم في اتهامات فساد ينفيها، هو أطول من جلس على مقعد رئاسة الوزراء في إسرائيل، فهو منذ عام 2009 يمسك بمقود القيادة في البلاد المنقسمة سياسيا، حيث يطلق عليه مؤيدوه “الملك بيبي”، في حين يلقّبه معارضوه “مجرم الوزراء” بدلا من “رئيس الوزراء”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى حدوث تقدم طفيف لصالح حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، بما يمنح ائتلافا متوقعا يضم أحزابا محافظة وأحزابا يهودية متطرفة، حوالي 60 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وتوقعت الاستطلاعات ألا يتمكن أيضا ائتلاف محتمل -وإن كان أكثر استبعادا- يضمّ أحزابا من اليمين والوسط واليسار ويعارض تشكيل حكومة بقيادة نتنياهو، من الحصول على أغلبية برلمانية تتيح له الإمساك بزمام الحكم، لكنه قد يكون قاب قوسين أو أدنى من السلطة.
اتهامات بالرشوة والاحتيال
ويُحاكَم نتنياهو حاليا بتهم تتعلّق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي تهم ينفيها جميعا إلا أنها ساعدت في تأجيج التظاهرات الأسبوعية التي تخرج ضدّه أمام مقرّ إقامته في القدس.
ومنتقدو نتنياهو يتهمونه بالسعي للفوز بالانتخابات بدافع المصلحة الذاتية، أملا في الحصول على تأييد برلماني كاف ربما يمكّنه من استصدار تشريع يُسقط عنه الإجراءات القانونية.
وينفي نتنياهو هذا أو أي تدخل من جانبه في خطوات محتملة لنيل الحصانة من الملاحقة الجنائية، لكنه لم يستبعد إمكانية أن يسعى حلفاؤه لذلك.
وفي الحملة الانتخابية، سلط نتنياهو الضوء على دوره في تأمين الحصول على ملايين الجرعات من لقاح فايزر (Pfizer)، وتحويل إسرائيل إلى “دولة تطعيم” على حد وصفه.
فقد تم تطعيم نحو نصف السكان بوتيرة أُشيد بها على الساحة الدولية، وإن كانت قد أطلقت أيضا نداءات بأن تبذل إسرائيل المزيد لضمان حصول الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة على اللقاحات.
وأتاحت حملة التطعيم السريعة بإسرائيل إعادة فتح معظم جوانب الاقتصاد قبل الانتخابات. وتم نشر تسجيل على تويتر يصوّر زيارة نتنياهو لمستشفى بالقدس يوم الاثنين، وكتب يقول “نحن اليوم أول من يعود للحياة في العالم وتعود له البسمة من جديد”.
وانهارت حكومة نتنياهو الحالية -وهي تحالف لتقاسم السلطة مع وزير الدفاع بيني غانتس- في ديسمبر/كانون الأول، بعد 7 أشهر من تشكيلها.
إغلاق عام بالضفة
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي فرضَ إغلاق عام على الضفة الغربية وقطاع غزة، بدءا من اليوم، بالتزامن مع الانتخابات العامة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه سيُفرض إغلاق آخر خلال عيد الفصح اليهودي، نهاية الأسبوع الجاري.
ودان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية الحملات الدعائية في الانتخابات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمقدسات.
وقال اشتية في الجلسة الأسبوعية لحكومته في رام الله إن الأحزاب الإسرائيلية تتنافس خلال حملاتها الانتخابية للاستيلاء على مزيد من الأرض والاستيطان، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الإجراءات.
المصدر : الجزيرة + وكالات