الدكتور عبدالمهدي القطامين
ليس بمستغرب ان تضع الملكة رانيا النقاط على الحروف في كل لقاءاتها الإعلامية خاصة مع وسائل الاعلام الأجنبية منها فالملكة الاردنية الهاشمية الفلسطينية قد جمعت المجد من كل اطرافه ثم انها تمتلك تلك الكاريزما الخاصة التي تمكنها من توجيه الحوار حيث تريد هي وليس كما يريد مقابلها الصحفي يساند ذلك ثقافة واسعة تمتلكها الملكة تتجلى في قدرتها على اعطاء الوصف الدقيق والتحليل المنطقي دون اسفاف او تهويل او انفعال وهذه بالضبط هي المؤثرات الحقيقية في الرأي العام الغربي فالاعلام هناك غير اعلامنا الذي يميل الى العنف اللفظي والمشادات خاصة في صحافة الحوار .
اعلام الغرب وامريكا يحتاج الى هدوء ونفس طويل وعمق في الطرح وتعزيز ما يطرح بأمثلة من الواقع وقد ابدعت الملكة رانيا في كافة حوارتها مع الاعلام الغربي منذ بدء طوفان الاقصى المبارك .
في ظل الصمت العربي الرسمي على التصفية العرقية والاحتلال الهمجي والتدمير الممنهج وقتل البشر والحجر في غزة الصمود ظل صوت المملكة يدوي من الملك والملكة في سماء واثير الغرب وفضائياته عبر خطاب هادىء عميق يشير بوضوح الى ان المنطقة ستظل رحى الحرب تدور فيها ما لم يتم التوصل الى حل الدولتين والذي اقره العالم واتفق عليه العرب والفلسطينيون مؤكدين ان العنف لا يجر الا العنف وان اي احتلال يقابله مباشرة حركات تحرر ونضال لنيل الاستقلال بكافة اشكاله .
الخطاب الملكي الاردني الهاشمي ظل هو خطاب الفصل وخطاب الصوت العالي والمدوي في حين خفتت أصوات القادة العرب وان نطقوا كان على استحياء ومن باب رفع العتب .
اعتقد ان الحراك الاعلامي الذي احدثه الملك والملكة معا في ثقافة الانسان الغربي قد خلخل تلك الصورة النمطية البائسة عن الانسان العربي وعن حقه في الحياة فقد استفرد الاعلام الغربي طويلا برسم صورة باهتة للإنسان العربي لكنه اليوم بدأ يستبدل تلك الصورة بأخرى زاهية عَمّق من وجودها ذلك الصمود الأسطوري الذي رسمته المقاومة في غزة والحجج والبراهين التي وصلت الغرب عبر وسائل الاعلام من أصوات العرب المؤثرين وعلى رأسهم ملكنا وملكتنا وهما يحاوران بمنطق العقل ومنطق حق الانسان في العيش على هذه الارض بعيدا عن كارثية الحروب وعبثتيها .