المسكنات.. لا يُنصح بتناولها كإجراء استباقي قبل تلقي لقاح كورونا

أكدت أخصائية التوعية والإعلام الصحي الدكتورة الصيدلانية روان عبد السلام انه لا يُنصح بتناول مسكنات الألم كإجراء استباقي قبل تلقي لقاح كورونا وذلك للمحافظة على الجهاز المناعي قويا والوقاية من الاصابة بأمراض أخرى كآثار جانبية لهذه المسكنات بسبب اساءة استخدامها.
وأضافت في تصريح الى «الرأي» ان الاقبال على شراء المسكنات زاد بشكل كبير جداً في المملكة، و كان هذا واضحاً في الصيدليات بعد ظهور جائحة كورونا، حيث أصبح بعض الأشخاص يتناولون المسكنات سواء قبل تلقي اللقاح كإجراء استباقي أو بعد التطعيم، و رغم أن الأخطاء في استخدام المسكنات ليس بالامر الجديد على الصيادلة، إلا ان بعض الأشخاص يرتكبون اخطاءً كبيرة جدا في استخدامها، وقد تكون نتيجتها خطيرة جداً بسبب الفهم الخاطىء لها.
وبينت أن البعض يعتبر المسكنات نوعا من الطعام او الشراب، و يتناولونها بالالام المحتملة و من غير داع، منبهة انها ادوية لها اثار جانبية في حال اساءة استخدامها، حيث ليس هناك دواء ليس له اثار جانبية، لذا ينبغي على الناس الوعي بأن المسكنات لا تؤخذ في حال كان الشخص قادرا على احتمال الالم البسيط و المحتمل، اما في حال وجود الام غير محتملة فبإمكان المريض الرجوع للصيدلاني و الطبيب لاعطائه المسكن المناسب لحالته و الجرعة المناسبة و عدم تجاوزها، بعد الافصاح عن تاريخه المرضي، والادوية و المكملات التي يأخذها، تجنبا لأي تفاعلات دوائية.
وأشارت عبد السلام الى ان منظمة الصحة العالمية أوصت في وقت سابق، بعدم اخذ المسكنات قبل اللقاح من البعض بهدف الوقاية من الاثار الجانبية له، لأنه من غير الواضح و المعروف كيف يمكن أن تؤثر المسكنات على فعالية اللقاح، انما يمكن تناول المسكنات بعد أخذ اللقاح، فبعض الآثار الجانبية البسيطة تظهر بعد تلقي اللقاح مثل الصداع و الحمى و الألم و الانتفاخ في مكان الحقن و ألم العضلات وهي كلها اثار بسيطة و متوقعة و لا تستمر في الغالب لاكثر من يومين.
وتقسم مسكنات الألم وفق عبد السلام الى عدة أنواع، إذ تختلف من حيث آلية عملها و اثارها الجانبية، و يتم اختيارها على حسب نوع الالم و شدته والوضع الصحي المريض و غيرها، فمنها (الباراسيتامول) و هو من أكثر هذه الادوية آماناً و هو خافض للحرارة و مسكن للالم و يأتي بأشكال صيدلانية مختلفة، كالحبوب والشراب والتحاميل و تعطى الحقن الوريدية في المستشفيات، الا ان تجاوز الجرعات المسموحة منه يسبب فشلاً في الكبد.
وتعتبر مضادات الالتهاب للاستيرويدية المسكنة للالم (NSADS) مثل الايبوبروفين و الديكلوفيناك و الاسبرين و النابروكسين أيضاً خافضة للحرارة و مسكنة للالم و مضادة للالتهابات، إلا ان الاثار الجانبية لتجاوز استخدامها هي الفشل كلوي والقرحة المعدية و النزيف، كما وجدت الدراسات انها قد تسبب جلطات قلبية و سكتات دماغية واضطرابات بالجهاز الهضمي مثل الامساك و عسر الهضم و الصداع و القيء و الغثيان.
واخر أنواع مسكنات الالم كما وضحتها عبد السلام هي الافيونية، و هي مجموعة من العلاجات المشتقة من الافيون و هذه الادوية خطرة جداً، ولا تعطى من غير وصفة طبية، مثل مورفين ترامادول كوديين، و تستخدم لانواع الالم الشديد التي لم تستجب للعلاجات السابقة، إذ تعمل على تثبيط مستقبلات الالم في الجهاز العصبي المركزي، ومن اثارها الجانبية الادمان حيث يرتاح عليها الشخص في البداية ثم لا تعود تعطيه الراحة التي تعود عليها، فيلجأ الى زيادة الجرعة من تلقاء نفسه شيئا فشيئا حتى يصل الى الادمان و التعود، مشددة الى ان اخذها بجرعات عالية قد يسبب الوفاة لانه تعمل على ابطاء عملية للتنفس والتأثير على ضربات القلب.
وحذرت من لجوء بعض الأشخاص لأي وسيلة غير قانونية للحصول على الدواء، بما فيها تزوير الوصفات و التعدي على الصيدلاني، و هذا للأسف ما يحصل من فترة لاخرى، لافتة الى ان هذه الادوية لاتصرف الا بوصفة طبية معتمدة.