الكرامة الشاعر بكر المزايدة

قِفْ بالكـرامةِ بكرةً و أصيلا
واستوحِ منها العزَّ و التبجيلا
واستنطقِ الأمجادَ في تلك الرُّبى
واسمعْ تراتيلَ الفخارِ صَهيلا
واشربْ زُلال النصرِ من راحاتِها
مُذْ غرَّد النصرُ المبينُ هَديلا
خضبْ كفوفكَ وانتشي أمجادَهم
وأَطِلْ بأصداغِ الثَرى تقبيلا
سلِّم على الجرَّاح في جنباتها
وأقرأْ علـى شُهدائهـا التنزيلا
فترابها لرجالها مستغفرٌ
والأرضُ تصدحً في المدى تهليلا
فاضتْ على روضِ الفداءِ دماؤهمْ
فتنفَّسَ المجدُ الجريحُ خميلا
قد أسرجوا للموتِ خيلَ فدائهم
ثم اعتلوا ليلّ السُّراةِ أصيلا
قد عانقتْ هاماتُهم سُحبَ المدى
والعينُ تقدحُ بالشرارِ فَتيلا
يومٌ تمنّى الروضُ فيه شهادةً
والأرضُ ودّتْ لو تكونَ قتيلا
مَزّقْ جًسومِ المعتدي وبنانه
وَدَعِ الجموعَ من الغُزاةِ فُلولا
وانثرْ على رملِ الفلاةِ رمادَهم
واسكبْ عليه من اللّظى سِجيلا
ساروا على جمرِ المنونِ بعزةٍ
ما هانَ قومٌ صافحوا جبريلا
يا سطرَ نورٍ في كتابِ نضالِنا
وعلى وجوهِ المعتدينَ مَهيلا
فلقد أعدتِ إلى العروبة مجدَها
وَشفيتِ من غيضِ الصُّدورِ غَليلا
وكَتبْتِ في مَتْنِ الملاحِمِ صفحةً
نصراً ترتَّلَ آيُه ترتيلا
فإذا الشبابُ قضى على دربِ الفدى
نمضي على دربِ الجهادِ كُهولا
هيا البسي هذا الفخارَ قلادةً
و أنيري من نُور الهُدى قِنديلا
وتطاولي فوق العُلا وتمايلي
وتخيّري ظلَّ الجَلالِ مَقيلا
وابقي على رأس النضالِ تميمةً
قد عُلِّقتْ للمارقينَ دليلا
نحنُ الذين إذا فّنّتْ أرواحُنا
يأتيكَ من رَحِمِ الحَرائِرِ جيلا
فلتكتبُ الايامُ فوقَ جباهِها
أنّا كرام والأعزُّ قبيلا
إنّا تسربلنا جَلابيبَ الرَّدَى
وعلى هَوانا فُصِّلتْ تَفصيلا
بكر المزايدة