الشاشة الرئيسيةمقالات

الفوسفات والبوتاس ….وقصة النجاح الوطنية

د.عبدالمهدي القطامين
حين تعلن فوربس عن اقوى مئة شركة في الشرق الاوسط ويكون من بينها شركتا الفوسفات والبوتاس اللتان حلتا في المركز ٧١ للفوسفات والمركز ٨٠ للبوتاس فأننا سنتوقف كثيرا عند هذا النجاح الذي لم يتحقق الا بفعل ادارة مستنيرة واعية استطاعت ان تطلق قدرات كامنة لتحقيق نهضة ووفرة مالية مميزة .
في الماضي كانت شركة الفوسفات مثار تندر بين العامة والمختصين ولطاما سمعت من الكثير منهم باستغراب ودهشة كيف يمكن لشركة تبيع التراب ان تخسر ؟
كان هذا التساؤل المر يدفعني للبحث عن الاجابة بين طيات ومراحل الادارة العامة سواء في الشركات العامة او مرافق ومؤسسات الدولة الاخرى وان سلمنا جدلا وتلك هي الحقيقة ان الادارة العامة الاردنية عاشت عصرها الذهبي في العقدين السابع والثامن من القرن الماضي فأن الادارة ذاتها بدأت بالتراجع وتلك ايضا حقيقة في العقد التاسع والعقد الاول من القرن الحالي ولذلك العديد من الاسباب والمسببات التي لا مجال لذكرها هنا في هذه المقالة وكان من الطبيعي ايضا ان تمر الشركات التي تملكها الحكومة بسمات الضعف هذه .
ولعل من نافلة القول ان نؤكد ان تراجع اي قطاع في الاداء سببه الرئيس العنصر البشري وتحديدا الادارة او القيادة ولنسمها ما شئنا فالعنصر البشري في قطاع الشركات التعدينية على سبيل المثال هو ذاته ولكن المتغير هو الادارة وهذا المتغير هو من يصنع الفارق بكل تأكيد .
شركتا الفوسفات والبوتاس لم تحلا في قائمة اقوى شركات الشرق الاوسط “قضبان” خاطر لهذا او لذاك لكنها اختيرت بناء على معايير صارمة تأخذ بعين الاعتبار حجم رأس المال والانتاجية ومستويات الربح والايرادات ومعايير اخرى وهذا يدفعنا الى دراسة التغيير الحاصل في هاتين الشركتين وكما قلت انه الادارة الادارة وحدها حين تكون رشيدة واعية قادرة على قراءة التغييرات التي تحدث في العالم والتحوط لها ومواجهتها .
نحن ملزمون حتما بأن نقرأ اسباب النجاح مثلما علينا قراءة اسباب الفشل واستخلاص العبر وتعميم النهج الاداري الناجح على مؤسساتنا وشركاتنا التي ما زالت تخسر بدون اسباب مقنعة .
النهج الاداري في شركتي الفوسفات و البوتاس جدير بالاهتمام حقا وجدير بتعميم نهجه بدلا من البقاء في مربع جلد الشركات الخاسرة والتعلل باسباب واهية لا تصمد امام الحقيقة والحقيقة يؤكدها مثل شعبي يقول “غيروا مقادم البيوت ترزقوا ”
فهل نحن مغيرون حقا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى