العقبة زرعت بالنخيل قبل ٥ آلاف عام

الغواص نيوز _ كتب رياض القطامين
في آب من كل عام يفرض النخيل في العقبة ذاته على المشهد وقد تدلت قطوفه دانيه بالون زاهية تستوقف الناظر ليستذكر قوله تعالى (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ )
لقد احتلت النخلة في العقبة حيزا وافرا من تراث أهل المدينة منذ نشوئها وأصبحت شجرة النخيل مقدسة لديهم لتشكل النخلة شعار المدينة.
وقد دلت المكتشفات في تل الخليفي في العقبة على وجود النخيل واستعماله على نطاق واسع قبل أكثر من خمسة آلاف عام، حيث عثر على ليف النخيل وسعف النخيل وبقايا سلال وآثار حصر من السعف ملونة وحبال مصنوعة من نسيج النخيل يعتقد أنها تدل على استخدامها في صناعة القوارب.
أما تراث العقبة في العصر الحديث وبالذات منذ القرن التاسع عشر فقد حفلت مفرداته بالنخيل في كافة جوانب وتجليات المشهد التراثي (العقباوي)، فلنخلة مكانتها في النفوس قبل أن تكون لها مكانتها على التراب، فهي ملكة الأشجار وسيدة النبات أحبها أهالي العقبة وأكرموها وتفاخروا وتغزلوا بها كيف لا وهي طعامهم وأثاثهم وظلهم وأنيسهم وعلامة إقامتهم وسلمهم وحربهم، وفيها نظمت الحكم والأشعار ونسجت الحكايات والأخبار.
ويؤكد الباحث في التراث العقباوي عبد الله كرم المنزلاوي على أن قلة الحرف اليدوية في العقبة يعود إلي قلة الموارد التي لا تسمح بتعدد الفنون والمهن، مشيراً أن شجر النخيل كان من اكثر الموارد التي استغلها أهالي العقبة وأبدعوا في استخدامها.
واستعرض المنزلاوي عدداً من الأدوات التي صنعها أهالي العقبة من شجر النخيل كالمكانس، والتي تصنع من الجريد الناضج وذلك بقطع الجريدة ثلاث قطع وبطول 60 سم وتوضع هذه القطع فوق بعضها البعض ويجمع السعف باتجاه واحد ويربط على شكل خصل ويقص أطرافها لتصبح متساوية وتستعمل بعد يومين عندما تجف.والزعفة وهي جريدة كاملة تجفف وينزع السعف السفلي منها وتستعمل لتنظيف الحوائط العالية والزوايا المرتفعة والسقوف.
والمنشة، وهي الجزء العلوي من الجريدة الناضجة حيث تقص بطول 40 سم وينزع السعف السفلي ويبقي العلوي لطرد الذباب والحشرات، إضافة إلى المراوح المصنوعة من سعف الجريد غير الناضج والذي يكون في وسط النخلة.
والشلاق، وهوالخيط الذي يصنع من السعفة لخياطة الضفائر وغيرها وهوعبارة عن الفتلة الصغيرة التي تؤخذ من حافة السعفة حيث تدق بالحجارة لتصبح رخوة ثم تنقع بالماء وتفتل وتوصل مع بعضها.
والحصر، والتي تصنع من جريد النخل غير الناضج وذلك بفتح وفصل السعف عن بعضه وإذا كانت السعفة عريضة تقسم قسمين وتعمل ظفيرة الحصيرة من (17) سعفة وبطول يتراوح بين (30-40) باعا وتسمى الطواف ومن ثم يقص الطواف بطول باعين وتخاط بالشلق على شكل صفوف بجانب بعضها.
والمرجونه، وتصنع من الجريد غير الناضج وتستعمل لحفظ الخبز والملح .إضافة إلى عدد من الأدوات كالمقاطف والقفة والقبعة وكوز اللقاح.
وأوضح المنزلاوي أن العقباويين استعملوا ليف النخل كليف للحمام وحبال مختلفة الأحجام وكذلك لحشوالوسائد والفرشات وحطب للنار، إضافة إلى استخدام خشب الجريد في سقف المباني والهيش والكراسي وأراجيح الأطفال.
وقد اهتمت سلطة منطقة العقبة الخاصة اهتمام جيدا بزيادة الرقعة الزراعية باشجار النخيل في مدينة العقبة لأثرها الكبير في النواحي الجمالية والبيئية وتلطيف المناخ.
ان شجرة النخيل تعتبر من الأشجار الرئيسة في تجميل المدينة حيث عمدت سلطة منطقة العقبة الخاصة الى زراعة النخيل في مواقع مختلفة بالمدينة وتجميلها في شارع التاسعة والجزيرة الوسطية مقابل فندق الانتر وزراعة مسطحات من الورود والاشتال المناسبة للبيئة والظروف الجوية لمدينة العقبة.