الشاشة الرئيسيةمقالات

العقبة تنهض

عصام قضماني

 

مطلع عام 2001, تحركنا وعدد من الزملاء الصحفيين إلى العقبة, التي كانت آنذاك تنتظر حدثاً مهماً, كان الملك عبدالله الثاني ولا يزال يقود التغيير فيها وما أعلنت هذه المدينة الساحلية منطقة اقتصادية خاصة حتى دب في عروقها النشاط، والعقبة لم تعد بعد ذلك التاريخ كما هي قبله اليوم.

«هل ستنهض العقبة»؟ نعم هي في حالة نهوض وتجدد لأن الملك قال ذات مرة إنه لن يزورها مرة ولا مرات بل سيكون حاضراً فيها يتابع كل كبيرة وصغيرة.

يعتقد الملك، ونحن معه، أن العقبة هي رافعة الاقتصاد الوطني، فهي مدينة السياحة والأعمال والصناعة والتجارة, وعلى طول الخط الصحراوي الذي يصل ميناءها بعمان وباقي المدن الأردنية لا تتوقف حركة النقل استيراداً وتصديراً, هي شريان الأردن.

كنا ظننا أن هذه المدينة كادت أن تفقد جاذبيتها للاستثمار بعد آخر مشروعين حيويين نفذا فيها, واحة أيلة وسرايا العقبة، لكن الملك لا يكل من ترويجها كما كل الأردن, وما حزمة الاتفاقيَّات الاستراتيجيَّة لتطوير البنى التحتيَّة في قطاعات السِّياحة والنَّقل والخدمات اللوجستيَّة والقطاع الرَّقمي التي وقعت فيها إلا جزء من ثمار هذا الجهد.

(5) اتفاقيات دفعة واحدة بين شركة تطوير العقبة ومجموعة موانئ أبوظبي؛ لدعم قطاع السياحة، وتوفير حلول للنَّقل متعدِّد الوسائط، وحلول رقميَّة تسهم في تعزيز المكانة الإقليميَّة للمملكة..

حماس الملك وجهده لم يتوقفا لجذب الاستثمار الخارجي وتحفيز الداخلي, فالقناعة لم تتغير بأن الاستثمار هو الحل لغالبية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية حتى أن دولاً كثيرة تطلق على المستثمر صفات أخرى مثل «مستحدث فرص العمل» للدلالة على أهميته في توفير فرص عمل.

يتصدى لمهمة جذب الاستثمار بنفسه, ويحرص بالرغم من تفوق الملفات السياسية الشائكة على مناقشة رجال أعمال ورؤساء مؤسسات اقتصادية وشركات عالمية تطلعاتهم الاستثمارية وينبري بنفسه للترويج للفرص الاستثمارية, لأن الاستثمار هو الحل للفقر والبطالة, لكن ذات الأصوات المجمعة على أهميته تنضم يومياً إلى طابور المعرقلين، ومن يعرقل يفوت الفرص ويحرم مئات الشباب من فرص عمل ينتظرونها بفارغ الصبر, ألا يمكن اعتبار ذلك جريمة يعاقب عليها القانون؟! عندما يقوم الملك بالترويج للأردن في الخارج، يجب أن يضمن بأن هناك جهازاً إدارياً في المؤسسات قادر على العمل بفعالية وأمانة، ودون تردد لاستقبال المستثمرين بالصورة الأمثل وهنا تكمن المشكلة.

حذر الملك من أنه لن يكون هناك تهاون مع أي شخص يضع عقبات أمام الاستثمار، بمن فيهم الوزراء وقد لاحظ جلالته أن عملية جذب الاستثمار وتحسين بيئته تسير خطوتين للأمام وخطوة للخلف.

بقي أن علاقات الأردن مع الإمارات راسخة فالتشبيك الذي نجح جلالته في إنجازه مع الأشقاء هناك جذوره في أعماق الأرض وفروعه تزدهر في عنان السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى