الطفيلة ؛ دي تفلوس ، ام الكروم

الغواص نيوز
مملكة الصهوة وبلاد الشمس ، وشرفة الطبيعة الغناء التي لا تنام .
” حييت يا اخت الجبال كأنها اسياف مجد للمعاني تمشق
بوركت يا اخت الزمان وكم حنا فمضى عليك من المحاسن يغدق
وسلمت يا ام الرجال كأنهم زهر يفوح وانجم تتألق ” .
” دي تفيلوس ” ، ” اوغسطوبولس ” ، ” متروكوميا ” ، ” مملكة الصهوة ” ، ” بلاد الشمس ” ، تعددت الاسماء يا طفيلة الشموخ والبوح واحد :
” هذي الطفيلة احلام مؤجلة وشعر وجد الى الاحباب قد كتبا
هذه الطفيلة منذ البدء سوسنة قد بلل العشق منها القلب والهدبا
تجمع المسك والجوري فانفتقت مثل الحمامة يا الله ما وهبا ” .
من رحم الطفيلة توالدت القرى كقناديل تلألأت في عقد البلاد ، فمن عنقود صنفحة كم تضوعت انساب لتعبق في حواضر الوطن ، ومن بصيرا وعيمة كم اورقت احساب في طول البلاد وعرضها ، فالطفيلة طبيعة ولادة أغنت الوطن بانسالها الشريفة :
” هذه الارض شرفة لا تنام وكتاب اوراقه الايام
قف عليها واستنطق الصخر فيها واروِ عنها ما سطرته الانام
الحضارات دربها في بلاد عانق المجد في رباها الحسام ” ……..
هنا كانت مملكة ادوم ، وهنا كان الملك ” هدد ” ، وهنا صلب فروة بن عمرو الجذامي ، وهنا سال دم رسول رسول الله الحارث بن عمير الازدي ، وهنا ذات اطلاح وفارسها كعب بن عمير الغفاري ، ومن هنا مر جيش يزيد بن أبي سفيان ، وهنا يرقد جابر الانصاري الخزرجي ، وهنا تنتصب المسلة البابلية والملك ” نبو نيد ” ، ومن على ابراج الدير كان يسافر البريد الجوي وحمام الظاهر بيبرس الزاجل حلقة الوصل بين مصر والشام ، وفاضل كان هنا ، … :
” وخيول على مشارف ضانا قد برها الاسراج والالجام
أطلقت في المدى صهيل فأصغت اذن الشرق وانبرى الاقدام
من ضلوع الجبال فجر ماء هو للارض نسغها والقوام ” .
” فروة بن عمرو الجذامي اصغى لنداء كأنه الالهام
قام كالطود فارسا يتحدى قيصر الروم فاصطفاه الحمام
هو اليوم شاهد وشهيد ولدى النصب تستريح جذام ” ……. …
الطفيلة اليوم تبنى على أعمدة خمس من الاصول الكريمة ” الجوابرة ، الحمايدة ، الثوابية ، السعوديين ، العطاعطة ” ، عشائر كبيرة أعطت للمكان علوا وسموا ، فهنا انتصرت بيارق حد الدقيق ، ومن هنا ابرقت اول رسائل التنديد بوعد بلفور :
” ظل زيت الجنوب زاد القناديل وفي القدس تلتقي الارحام
يا فلسطين كلما سال جرح لم ينم في الجنوب قلب همام ” …
الجبال في الطفيلة كالنجوم تعانق السماء فهنا جبل العطاعطة والبكة وقصر الدير وتل الجهيرة … وهنا البرة تحتضن ضانا كأم رؤوم :
” هذه الجبال وقد غشتها هدأة رهبان ليل بالوقار تمنطقوا
والفجر مبتسم الشفاه مرحب والليل جذلان الفؤاد مصفق
والحس بالامل الطليق مضمخ والشعر كالزهر الندي معتق. ” …
عفرا هنا والبربيطة والمجهود والمشلشلة ، وعشرات الينابيع للترويح وللاستشفاء :
” سرّح الطرف في الاصيل وطوّف فالاوقيات دهشة وهيام
في اتساق الكروم بوح لغات قصرت عن بلوغها الافهام ” ..
وسيدة الدهشة الجبلية ضانا وحورية الطبيعة ، وحسناء المحميات الصديقة للبيئة البكر ، تنام في محرابها على شماريخ الجبال التي تغازل الغيم والضباب ، وتنام فينان على قرارها توشوش الوديان والشموع والنحاس :
” ضانا وما ارسلت نحوك نظرة الا وخف دمي وراح يحلق
ضانا وما رفت بخدك زهرة الا سرى ارج وطاب تنشق
كم لذ في ليلها سهر وكم في الفجر امتعني الشعاع المشرق
فوددت لو اني اقيم بارضها عمري فلا ننأى ولا نتفرق ” .
ماهر قطيش قبيلات .