الشاشة الرئيسيةمحليات

الشباب: الملك أثلج صدورنا وعزز إيماننا بقدرتنا

التقى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي العهد الأمير الحسين الإثنين عددا من الشباب والشابات من محافظات المملكة في قصر الحسينية وحثهم على أن يكون دورهم فاعلا ويشاركوا بإيجابية في عملية صنع القرار والانخراط في الحياة الحزبية دون خوف أو وجل ويساهموا في عملية الإصلاح والتحديث.

وبدورهم عرض الشباب خلال اللقاء أفكارهم ومبادراتهم واقتراحاتهم أمام الملك.

والتقت الرأي عددا من الشباب الذين التقاهم جلالة الملك وولي العهد الأمير الحسين وتحدثوا عن انطباعاتهم حيال اللقاء وما دار من حوار مع جلالته.

وقال أمير حتر مؤسس ورئيس مبادرة «مودة ورحمة»، «تحدثنا عن الشباب والقضايا التي تواجهنا، وعن أهم مشكلات محافظة البلقاء والأزمات المرورية التي تواجهها وضعف الاستثمار بسبب قرب المحافظة من العاصمة عمّان وأن يجب علينا أن نفعّل اللامركزية التي بدورها ستكون الخطوة الأولى لتمكين شباب هذه المحافظة.

كما تحدث حتر عن «مبادرة مودة ورحمة» ودورها في تمكين الشباب بالمجتمع ومحاربة العنف بك أشكاله وهي إحدى مبادرات وزارة الشباب وتعمل على تنفيذ النشاطات في المراكز الشبابية بمحافظة البلقاء وبالتالي تعمل على تمكين الشباب ودمجهم بالمجتمع بشكل مباشر تماشيا مع رؤية جلالة الملك.

وقال إنه عرض للفترة المقبلة للمبادرة التي تعمل على نشاط بطولة المناظرات للمراكز الشبابية على مستوى الأردن. وأوضح أن جلالة الملك وولي العهد الامير حسين بيّنا أهمية المناظرات للشباب لأنها تعمل على إكسابهم آلية الحوار الصحيحة بعيدا عن التعصب الفكري.

وقد بيّنّا أن علينا إعادة النظر في المناهج التعليمية وإدخال السياسة الصحيحة بها حتى يكتسب اليافعون السياسة الصحيحة وعند وصولهم إلى مرحلة الشباب يستطيعون أن يختاروا من يمثلهم في البرلمان.

وقال حتر: كلنا ثقة بأننا على الطريق الصحيح للوصول إلى الحكومات الشبابية، وقد أوضحنا أن العمل الشبابي هو الخطوة الأولى للوصول إلى الإصلاح الحقيقي الذي طالما تغنى به جلالته.

الناشط الشبابي والمجتمعي في منظمات المجتمع المدني بمحافظة الزرقاء عمر الرملي، قال إننا بادرنا الكلام فرداً فرداً وتكلم الجميع في قضايا حساسة وقَيّمة يحتاجها المجتمع وتحتاجها الفئة الشبابية، وكان جلالته يصغي باهتمام لما نقول.

وعن نفسه، يقول الرملي إنه عرض لعدة نقاط:

١. الوعي العام السياسي في الجانب الحزبي لدى الشباب والمجتمع متدن وبحاجة لتطوير الحس السياسي لديهم، إذ أن نظرة عامة الشباب والمجتمع للأحزاب مقسمة وموزعة إلى جوانب إما موالية بما يَحيد عن الحق، أو معارضة إلى حد تمسكها بهدم ركائز المجتمع، وأن هذا الكلام مغلوط، إذ فنحتاج آليات لغرس العمق السياسي بإيصال صوت الشباب وغرس نظرة السياسة البناءة وأن هذا الهدف الأسمى بالسياسة وأهميتها في انتقال الوطن إلى مئوية جديدة عامرة.

٢. ضعف المنظومة القيمية أحد أهم أسباب التراجع السياسي والمبادرة الشبابية.. إذ أن الدراسات العليا والجانب المادي لا يكفيان لتولي المنصب القادر على تملك أهلية تغيير مجتمعي ونهضة شبابية لأن الفرق شاسع بين الأخلاق والقيم ونحن بحاجة ماسة لخلق جانب قِيَمي في المجتمع يُعنى بحاضنة شبابية لكافة الأعمار بتدرج في النهج والغرس.

٣. أهمية منظمات المجتمع المدني والحاجة الماسة لدعمها وتبني أفكارها.. إذ أنها هي الحلَقة الموصلة للنظام والحكومات والأفراد والشعوب، وأن هذا الجانب معمَّم إلى حد وجود ما يقارب ٧ آلاف منظمة وجمعية في المملكة في ظل أن المنظمات الفعالة لا تكاد أن تكون بالمئات وأن هذا التعميم قد يلقى الضرر على الجهات الفعالة في ظل وجود منظمات طاغية أشبه «بالحيتان» تمنع أصحاب الأفكار الريادية والناهضة من التقدم فضلاً عن المسير، مع التنويه إلى أن قانون ترخيص منظمات المجتمع المدني قد تم تغييره إلا أنه لم يصدر إلى الآن ولم يُطبّق.

٣. الريادة المجتمعية والدور الشبابي الفذ في الأهمية من حيث المرونة في المشاريع الصغيرة والبناءة.. إذ أننا نحتاج إلى إيصال بعض المؤسسات العملاقة في المكانة (مثل مؤسسة ولي العهد) إلى الفئات الشبابية البسيطة في المجتمع ذات العقول اللمّاعة التي تجهل وجود هكذا حواضن مُتبنية.

وثمّن تبني ولي العهد على تبنيه للأفكار الشبابية وحرصه على إبراز العقول الأردنية بأبهى حُلة والتماشي معها محو التنمية بما يعين النهوض في الوطن الحبيب.

إذن، والحديث للرملي، فدمج الجانب القيَمي والريادي أصبح حاجة للتطور السياسي الشبابي، ونحن بصدد تطويره وتنميته في المجتمع تحت راية جلالة الملك ودعمه الكامل للفئات الشبابية وحرصه عليهم بذكر هذا الدور في جل جلساته.

ليلاس الدلقموني من محافظة إربد، وهي عضو مجلس بلدي سابق وناشطة اجتماعية، قالت إن جلالته أكد خلال اللقاء دعمه المطلق للشباب والمرأة من خلال تمكينهم في المشاركة والانخراط في العمل السياسي والأحزاب، وركز على دور الشباب في المرحلة المقبلة للإصلاح السياسي والمشاركة الفاعلة في الأحزاب ضمن إطار وبرامج وطنية حقيقية وواقعية تخدم جميع الجوانب الحياتية وتخرج المواطن الأردني من ظلمات الفقر والبطالة.

وتوضح الدلقموني أنها في مداخلتها تحدثت عن تكاملية عملية الإصلاح «فلا يوجد إصلاح سياسي دون إصلاح اقتصادي وإداري».

وأكدت قول جلالته بأن الشباب شركاء مهمون وحقيقيون في عملية الإصلاح السياسي ولهم دور مهم في تحديث المنظومة السياسة من خلال انخراطهم ومشاركتهم الحزبية وأنه يجب أن تكون هناك استراتيجية وخطط عملية مدروسة ومنظمة تناسب كل مرحلة وتكون هناك برامج إصلاحية هادفة قابلة للتنفيذعلى أرض الواقع.

وبينت أن الإصلاح الاقتصادي مهم جدا في ظل الجائحة، فالفقر والبطالة أولوية نبدأ بها طريق الإصلاح

وقالت إنها ركزت على التثقيف والتوعية السياسية بوصفها الخطوة الأولى لانخراط الشباب والمرأة في العمل السياسي والحزبي ليكون لهم دور فاعل ومميز في عملية صنع القرار وتواجدهم ايضا في اماكن صنع القرار

وأكدت الدلقموني أن هذا اللقاء يحملنا مسؤولية كبيرة داخل مجتمعاتنا بأن نحقق رؤى جلالته في تحديث المنظومة السياسية ونقل رسالته إلى جميع الشباب وإيمانه الكبير بإمكاناتنا في إحداث التغيير والإصلاح السياسي والمشاركة والممارسة الديمقراطية في الانتخاب أو الترشح.

وأشارت إلى أن هذا اللقاء «بعث فينا الأمل بمستقبل سيزهر بشبابه الطموح الذي يسعى لأن يدخل المئوية الثانية بإصلاح حقيقي وبشكل يليق بوطننا الحبيب وسنكون السند الحقيقي لجلالته ونمشي خلفه.

وأوضحت أنها ختمت حديثها إلى جلالته يالقول: «سيدي أنت تقول أنتم (الشباب) سلاحي، ونحن نقول لك قلت نحن سلاحكم.. سلاح الثورة البيضاء التي ستدخل بها المئوية الثانية».

الناشطة الشبابية والتوعوية مع جمعية الهلال الاحمر في محافظة العقبة شيماء المواجدة، تقول إنها تحدثت خلال اللقاء الملكي عن التمكين السياسي للمرأة في محافظة العقبة وضعف دورها السياسي.

كما عرضت لمبادرة «حقك علينا» التي نفذتها هي وشباب من محافظة العقبة لتمكين المرأة وتوعيتها بكامل حقوقها في قطاع العمل الخاص لعدم معرفتها الكافية بقانون العمل.

وتشير المواجدة إلى أن انطباعها عن الجلسة مع جلالة الملك، بأنها في البداية أحست بالرهبة، وكانت جدا خائفة من التكلم، ولكن «عندما دخل جلالته وألقى علينا السلام وعند تحدثه مع الشباب لم أشعر باي خوف او توتر؛ كان جلالته قريبا من الشباب».

وأشارت إلى أن جلالته تحدث عن أهمية التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري وتمنى أن يرى الشباب وهم يضطلعون بدور أكبر بالإصلاح السياسي.

وأكدت أنها «جدا ممتنة وسعيدة لمشاركتي بلقاء جلالة الملك عبدالله وولي العهد الأمير حسين بن عبدالله».

من جانبها، أشادت الدكتورة ياسمين العتوم/ المديرة التنفيذية لمركز آراء بلا حدود للتنمية المستدامة/ من محافظة جرش بمبادرة جلالة الملك وقالت إن رؤية جلالته «دائما ما تكون موجهة للشباب وهذا ما يعطينا الأمل».

وأكدت العتوم أن هناك أولوية لاستعادة الثقة الشعبية بالحكومة، وذلك ممكن من خلال زيادة المشاركة الشعبية في الحياة العامة وإدماج الشباب في عملية صنع القرار.

وتطرقت العتوم خلال اللقاء الملكي إلى التحديات التي تواجه الشباب اليوم، وأهمها ان بعض صناع القرار لا يؤمنون بالشباب وبدورهم.

وأكدت أنه يجب إعطاء مساحة كافية للشباب بدون قيود ليتمكنوا من تطبيق برامجهم ليكونوا جزءا من الحل وليس جذر المشكلة، وحينها «نبدأ التفكير بالطرف الآخر الحكومة».

الناشط السياسي والمدرب في العديد من منظمات المجتمع المدني على برامج التمكين الشبابي عامر النعانعه من محافظة الطفيلة، أوضح أنه تحدث في اللقاء في محور الإصلاح الاقتصادي، في جزئية «الاستفادة من المزايا التنافسية التي تتمتع بها محافظة الطفيلة، وهي الميزة السياحية والميزة الزراعية وميزة تنوع واعتدال المناخ وميزة وجود مشاريع الطاقة المتجددة».

وأكد أن هذه الميزات يجب استثمارها والعمل على إيجاد برامج حقيقية تحاكي هذه الميزات وهذه البرامج على المدى الطويل تساهم ولو بشكل جزئي في حل مشكلتي الفقر والبطالة.

وعرض للمدينة الصناعية الموجودة حاليا في محافظة الطفيلة وأهمية جلب استثمارات لها والمساهمة مع المستثمرين في خفض تكاليف الطاقة عن طريق تفعيل بند الشراكة المجتمعية للاستفادة من عوائد مشاريع طاقة الرياح في الطفيلة للإسهام في خفض فاتورة الطاقة.

وفي مجال التمكين السياسي تحدث عن قانون اللامركزية كأحد أهم قوانين الإصلاح السياسي الذي ساهم بشكل تدريجي بتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة بين المحافظات وبخاصة محافظات الاطراف وشدد على أن قانون الإدارة المحلية الذي أقره مجلس النواب أخيرا «لا يلبي الطموحات ويقلل من الصلاحيات الممنوحة لمجالس البلديات والمحافظات، وأنه يجب إعادة النظر فيه.

وبين النعانعة أن اللقاء كان على مستوى عال من المكاشفة والمصارحة، حيث طلب جلالة الملك من جميع المشاركين إبداء رأيهم في موضوع الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، وكيف يرى الشباب من وجهة نظرهم هذه المواضيع وما هي المعيقات التي تحول دون المضي قدما فيها وما هي الفرص المتاحة للشباب للإسهام في المرحلة القادمة من عمر الدولة الأردنية خصوصا ونحن ندخل المئوية الثانية، وبخاصة بعد تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وما لهذه اللجنة من أهمية في إشراك الشباب بشكل حقيقي في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى