الزيتون والسمك والكاكا تتحاور وتتجاور في الديسي
من د.عبدالمهدي القطامين
تنسيق ومتابعة وتصوير محمد الخوالدة .
الغواص نيوز _ العقبة _ الديسي _ ثمة تنمية مستدامة نظيفة تنهض في منطقة الديسي ابطالها ابناء و بنات المنطقة الذين قالوا لا للعيب وثقافته واعطوا الارض ما ارات فأعطتهم ما ارادوا في قصة عشق جنوبية جديرة بأن تروى عن مفهوم التنمية الشاملة المستدامة بعيدا عن ضوضاء المدن وفنادق الخمس نجوم التي شهدت تصارع منظري التنمية فكانت النتيجة صفرا لا اكثر .
في منطقة الديسي استطاعت جمعية المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى التي تضم في عضويتها ١١٧ متقاعدا عسكريا من ابناء المنطقة ان تحول منطقة زادت عن ٣٠٠ دونم الى روضة غناء تجاورت فيها شجرة الزيتون مع شجرة الكاكا والنخيل البرحي في لوحة فريدة تؤكد ان ان ارادة التنمية قد استقرت هنا .
رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى فالح المزنة الذي جال بنا في رحاب الارض المستصلحة من قبل الجمعية كانت علامات الفرح تبدو واضحة على محياه وهو يسرد لنا القصة من بداياتها ففي العام ٢٠١٥ تأسست الجمعية لتستلم بعد ذلك الارض من وزارة الزراعة وكان هاجسهم اعادة الروح التي كادت ان تزهق في الاشجار لكنها بدت اليوم زاهية بقطوفها الدانية والقاصية بينما راح فالح يقلب ثمارها بيدين حانيتين وهي تتوهج تحت اشعة شمس الديسي مع هبوب رياح التشارين .
اين كنا …واين اصبحنا الان …يسترسل فالح المزنة …لقد بدأنا العمل هنا في هذه الارض باربع عمال فقط والان يعمل فيها ١٢٠ سيدة من سيدات المجتمع المحلي فهن يزرعن ويسمدن ويقطفن الثمار ويكافحن نمو الاعشاب الضارة على مدار العام .
ويؤكد المزنة ان العلامة الفارقة في مسيرة الجمعية هي زيارة ملكية سامية لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي امر بتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الجمعية وقال بصريح العبارة في زيارته المباركة “لديكم الان ١٢٠ سيدة تعمل في المشروع ولكن في زيارتي القادمة اريد ان ارى ٢٤٠ سيدة تعمل هنا “.
ويشير رئيس الجمعية ولنحقق توجيه الملك توسعنا في زراعة المحاصيل والخضار الفول والبندورة والبطيخ ونوعنا في منتجنا لتشغيل المزيد من السيدات والان لا يوجد اي سيدة قادرة على العمل لا تعمل .
وفي مزرعة السمك التي قامت في عمق الصحراء في تجربة فريدة من نوعها كان رئيس جمعية الطويسة الخيرية ممدوح الزوايدة يتفقد منتوجه السمكي في المزرعة التي بدت فيها الاف الاسماك تتقافز باحثة عن قوتها بينما كان ممدوح يزودها بما تحتاج وعلى مد البصر كان حقل الفول البلدي يزهو مخضرا حين تقطفه ايادي السيدات اللواتي آمنن بان العمل مبدأ وحياة .
كان مرافقنا المتقاعد النشمي يبتسم وهو يودعنا في ختام جولتنا فيما راح يؤكد انهم حريصون على الانجاز والتطور والاستدامة وتحقيق التنمية لكل سكان المنطقة واذ لمج بعض ملامح شك تنتابنا اراد ان يقطع الشك باليقين وهو يردد” نحن بيد أمينة ومحفزنا للعمل هو سيدنا ولن نخيب له رجاء “…ثم انطلق بنا مجددا بواسطة نقل مريحة واجمل ما فيها انها كانت هدية ملك.