الديسة: أكوام النفايات تشوه منطقة المخيمات السياحية

تشكل النفايات في منطقة المخيمات السياحية في منطقة الديسة، مكرهة صحية وتشوها بصريا لم تعتده المنطقة ذات التضاريس المكانية والجغرافية المميزة في العالم، بعد تراكم أكوام من النفايات على مرآى الجهات الحكومية المسؤولة عن نظافة لواء القويرة، في وقت تؤكد فيه بلدية الديسة عدم مقدرتها على خدمتها بسبب ضعف موازنتها.
وتعد مخيمات الديسة السياحية مقصدا استثماريا وترفيهيا للنخب الاقتصادية والسياسية والفكرية، اعتماداً على المقومات الطبيعية المتوفرة في المنطقة، لاسيما جمالية المكان وتضاريس المنطقة وتنوع المنتج السياحي.
وتعاني منطقة الديسة ذات الخصوصية السياحية التابعة لبلدية قرى حوض الديسة بمحافظة العقبة، تردي مستوى الخدمات العامة، لاسيما مستوى النظافة بعد عجز البلدية عن مواجهة الانتشار العمراني، وسط ضعفها المالي وقلة الكوادر والآليات والأيدي العاملة.
وتضم بلدية حوض الديسة قرى؛ رم والطويسة والغال ومنشير، وجميعها تعاني عدم نظافة الشوارع وتراكم النفايات بشكل ملحوظ، حتى باتت تشكل مكاره صحية تنبعث منها الروائح والحشرات، وسط مطالبات بسرعة إيجاد حل دائم لمشكلة النظافة.
ويقول أصحاب مخيمات سياحية، إن أكوام النفايات الصادرة عن المخيمات تشكل بؤرا بيئية ساخنة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدين أنهم غير مسؤولين عن جمع النفايات من أمام مخيماتهم السياحية التي باتت مشكلة يعانون منها منذ أشهر بسبب تقصير الجهات المعنية عن رفع كميات النفايات.
ويشير صاحب مخيم أسامة أبوطالب إلى أن الوضع البيئي أمام المخيمات مشوه للغاية بعد عجز الجهات الرسمية والمسؤولة عن تنظيف المنطقة ورفع أكوام النفايات، مؤكداً أن مكبا للنفايات يقع بالقرب من المنطقة تم إغلاقه، ما زاد من معاناة بلدية حوض الديسة التي تعاني قلة الكوادر والآليات والدعم.
وأشار أبوطالب، إلى أن منظر تلك الأكوام في وسط الديسة ذات الطبيعة والرمال الساحرة، يشكل تشوها بصريا لم يعتد الزائر أن يشاهده، خاصة في ظل جائحة كورونا. ويقول المواطن سالم الزوايدة، إن منطقة الديسة توفر مقومات الجذب السياحي، لكن هناك ما يعكر المنظر الجمالي للمنطقة وهو تراكم النفايات، مطالباً بلدية الديسة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالاهتمام بنظافة القرية، التي تعطي الزائر فرصة مشاهدة المناظر الطبيعية والجبال المخروطية، ذات الأشكال الجمالية المتعددة والهضاب المستديرة الحمراء، بعيداً عن التشوه البصري الذي تسببه نفايات تؤذي الزائر وأبناء المنطقة والجهات الرسمية على حد سواء.
وبين المواطن محمد الزوايدة، أن هناك تقصيرا من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بما يخص نظافة المخيمات السياحية والقرى المشرفة عليها، مشيرا إلى أن بلدية حوض الديسة تعاني منذ فترة طويلة تردي أوضاعها المالية، دون أن تلتفت لها أي جهة رسمية تمكنها من تجاوز أزمتها، رغم أن البلدية تضم خمس بلدات يقطنها 20 ألف مواطن.
ويقع قضاء الديسة الى الشمال من مدينة العقبة، ويضم بلدات الطويسة والغال والمنشير ورم، وعدد سكانه أكثر من 20 ألف مواطن، إضافة الى أكثر من 10 مخيمات سياحية في منطقة ذات طبيعة خلابة الى جانب وقوع قضاء الديسة على أكبر حوض مائي في العالم العربي ويسمى بحوض مياه الديسة ويمتد معظمه في أراضي المملكة العربية السعودية، وتمتاز مياه الحوض بجودتها العالية وانخفاض محتوى الأملاح بها بالرغم من قدمها.
ومن جهته، قال رئيس بلدية الديسة عبيد الزوايدة، إن البلدية تعاني ضعف الموازنة، مؤكداً أن الموازنة تأتي على خدمة 350 منزلا في القضاء، لكن عدد المنازل غير المرخصة وخارج التنظيم يتجاوز الـ1000 منزل، لذلك فإن موازنة البلدية لا تكفي للقيام بأعمال النظافة على أكمل وجه، ومع ذلك فإنها تقوم وباستمرار بخدمة أهالي المنطقة بأقصى إمكانياتها.
وبين الزوايدة، أن خدمة المخيمات السياحية ونظافتها خارج اختصاص البلدية، مشيرا الى أن مسؤوليتها تقع على سلطة العقبة الخاصة ووزارة السياحة، مطالباً سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة برفد مبلغ من المال في ميزانيتها كمساعدة في عملية النظافة والتي تنفق عليها السلطة تقريباً 11 مليون دينار سنويا.
ويوجد في المنطقة محمية تعرف بـ”وادي رم” وفيها قرية رم، وتقع قرية الديسة على حدود المحمية، وهي منطقة زراعية وسياحية وآهلة بالسكان، وتحتوي المنطقة على الكم الأكبر من الآثار ويؤمها السياح بكثرة ويوجد فيها أكثر من 10 مخيمات سياحية مزودة بوسائل الراحة.