الشاشة الرئيسيةدولي

الحرب في أوكرانيا خسائر مروعة على طرفي القتال

مع دخول الحرب على أوكرانيا يومها السابع عشر تكبد كلا طرفي النزاع خسائر كبيرة، وإن كانت أثقل على أوكرانيا بصفتها البلد المتلقي للقذائف الصاروخية العابرة، غير تلك التي خلفتها معدات وآليات على الارض.
وقد نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف قوله، أمس إن القوات الروسية دمرت 3491 من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا لغاية أول من أمس.
وقال كوناشينكوف إن القوات الروسية “تواصل هجومها في أوكرانيا على جبهة واسعة”.
معركة كييف
ويبدو أن القوات الروسية تحرز تقدمًا من الشمال الشرقي في قتالها البطيء تجاه العاصمة كييف، بينما قصفت الدبابات والمدفعية الأماكن المحاصرة بالفعل بقصف كثيف لدرجة أن سكان إحدى المدن لم يتمكنوا من دفن الأعداد المتزايدة من الضحايا.
كما تحدثت روسيا عن تدمير 90 % من المطارات العسكرية وتسجيل محاولات لتحليق طائرات حربية أوكرانية، حيث بسط الجيش الروسي نفوذه على بوهدانيفكا وبلدات أخرى وتحرك بشكل أفقي إلى بروفاري.
وتستخدم روسيا ذات الإستراتيجية لهجمات سابقة في سورية والشيشان، تتمثل في سحق المقاومة المسلحة بضربات جوية وقصف متواصل ينسف التجمعات السكانية، حيث أدى هذا النوع من الهجوم إلى محاصرة مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، وقد ينتظر مصير مماثل كييف وأجزاء أخرى من أوكرانيا إذا استمرت الحرب.
وفي ماريوبول، أحبطت القذائف المتواصلة على المدينة محاولات متكررة لجلب الطعام والماء وإخلاء المدنيين المحاصرين.
وفي السياق، أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية على ما يبدو قصفا مدفعيا على مناطق سكنية بين الروس والعاصمة.
وأظهرت الصور التي التقطتها شركة ماكسار تكنولجيز ومضات ودخان من فوهات المدافع الكبيرة، بالإضافة إلى الحفر المختلفة عن القذائف وحرق منازل في بلدة موشون، خارج كييف، على حد قول الشركة.
وفي قرية مدمرة شرقي العاصمة، تسلق قرويون الجدران المهدمة ورفرفوا شرائط معدنية في بقايا قاعة مسبح ومطعم ومسرح دمرتها القنابل الروسية.
الجبهة الاقتصادية والسياسية
وعلى الجبهة الاقتصادية والسياسية، تحركت الولايات المتحدة وحلفاؤها لعزل ومعاقبة الكرملين بشكل أكبر.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستخفض بشكل كبير وضعها التجاري مع روسيا وستحظر واردات المأكولات البحرية الروسية والكحول والماس.
وتم اتخاذ خطوة إلغاء وضع روسيا “الدولة الأولى بالرعاية” بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع، وقال بايدن: “العالم الحر يتحد لمواجهة بوتن”.
ومع دخول الاجتياح يومه السابع عشر، قال بوتن إنه كانت هناك “تطورات إيجابية معينة في المحادثات الجارية بين المفاوضين الروس والأوكرانيين، لكنه لم يذكر تفاصيل”.
الرئيس الأوكراني
وظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصور لتشجيع شعبه على مواصلة القتال.
وقال عبر مقطع مصور من كييف: “من المستحيل تحديد عدد الأيام التي سنحتاجها لتحرير أرضنا، لكن من الممكن القول إننا سنفعل ذلك”.
وأعلن أن القوات الاوكرانية دمرت 31 كتيبة روسية، وأكد أن الروس لن يستطعيوا احتلال كييف إلا إذا دمروها بالكامل.
ومع وصول اللاجئين الاوكرانييين الى أكثر من مليوني لاجئ ذكر زيلينسكي أن السلطات تعمل على إنشاء 12 ممرًا إنسانيًا وتحاول ضمان وصول الغذاء والدواء والأساسيات الأخرى إلى الناس في جميع أنحاء البلاد، ويُعتقد أن آلاف الجنود من كلا الجانبين قتلوا في الاجتياح، إلى جانب العديد من المدنيين الأوكرانيين.
وكشفت الحكومة الأوكرانية، مؤخرا حجم الخسائر المادية التي تعرضت لها البلاد منذ بدء الغزو الروسي، فقد قال نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، دينيس كودين أول من أمس، إن الغزو الروسي تسبب في أضرار مادية بقيمة 119 مليار دولار.
وأضاف أن 75 % من الشركات في المناطق المتضررة من الحرب توقفت عن العمل وأن معظم شركات التعدين في شرق أوكرانيا لا تعمل.
وفي وقت سابق، قال المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، أوليغ أوستينكو، في مداخلة عبر الإنترنت مؤخرا مع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي؛ إن “التقييمات الأولية التي أجريناها تظهر أن قيمة الأصول التي فقدناها بلغت حوالي 100 مليار دولار”.
وأضاف أوستينكو: “الوضع في ما يتعلق بالنمو الاقتصادي سيكون محبطا للغاية، حتى لو توقفت الحرب الآن”.
وبين أن “حوالي 50 % من الشركات لم تعد تعمل، وتلك التي لم تتوقف لا تعمل بكامل قدرتها”.
وتعتبر الخسائر البشرية والمادية لأخطر نزاع عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مروعة، مع تسجيل أعداد مرتفعة من القتلى والجرحى ومشاهد أكوام المعدات المدمرة والنزوح الجماعي للسكان.
مقتل آلاف العسكريين
وتشهد الخسائر الفادحة التي نجمت بعد 17 يومًا من النزاع على شدة المعارك، فقد أظهرت البيانات المتاحة أن روسيا التي أرسلت أكثر من 150 ألف جندي للقتال، تكبدت بكل تأكيد خسائر فادحة.
في الحصيلة الروسية الرسمية الوحيدة المتاحة والتي نُشرت في 2 آذار (مارس)، أعلنت موسكو مقتل 498 من عسكرييها وإصابة 1597 آخرين، ومن المرجح أن تكون هذه الأعداد أقل من الواقع، فيما قدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن “ألفين إلى 4 آلاف” جندي روسي قتلوا في أوكرانيا منذ بدء الغزو.
واعتبر بيير رازو، مدير الأبحاث في المؤسسة المتوسطية للدراسات الاستراتيجية، أنه يخشى من ارتفاع الخسائر في حال شن الروس هجومًا على المدن الكبرى حيث تتمتع القوات الأوكرانية المتحصنة بمزايا تكتيكية كبيرة.
وفي تقرير للمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، اعتبر الباحث غوستاف غريسيل أنه “إذا استمرت القوات الأوكرانية في إلحاق خسائر بالجيش الروسي بالمعدل الحالي، فسيتعين على بوتين الشروع في استراتيجية خروج قابلة للتطبيق”.
وتظهر الصور حجم الاضرار الجسيمة في المعدات العسكرية، مع اشتعال النيران في دبابات ومدرعات مدمرة وشاحنات روسية مهجورة على قارعة الطريق.
وأظهرت حصيلة الخسائر الروسية التي أوردتها وزارة الدفاع الأوكرانية، ربما بالغت فيها، تدمير 81 مروحية و317 دبابة وألف مدرعة
و120 قطعة مدفعية و28 مركبة دفاع جوي و 56 منصة إطلاق صواريخ (طراز غراد) و60 شاحنة و7 طائرات مسيرة عملياتية وثلاث سفن.
وذكر موقع oryxspioenkop.com الذي يشير فقط إلى الخسائر المادية الأوكرانية والروسية الموثقة بصريًا في ساحة المعركة (مدعومة بالصور أو الفيديو)، الأربعاء الماضي أن روسيا خسرت 151 دبابة وحوالى 300 مدرعة و10 طائرات مقاتلة و11 مروحية، مقابل 46 دبابة وأقل من مائة دبابة و5 مقاتلات وسفينتين للأوكرانيين.
وتسبب الغزو الذي بدأ في 24 شباط (فبراير) في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في القارة الأوروبية. فر أكثر من مليوني شخص بالفعل ملتجئين الى الخارج، ولا سيما إلى بولندا، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
تتوقع أوروبا أن تستقبل خمسة ملايين لاجئ. وميدانياً، من المرجح أن يؤدي تكثيف القصف على العديد من المدن الأوكرانية إلى زيادة عدد القتلى المدنيين المحاصرين.
ومنذ بداية الحرب، قُتل ما لا يقل عن 474 مدنياً وأصيب 861 آخرين، وفقًا لآخر حصيلة للأمم المتحدة التي أشارت إلى أنها قد تكون أقل بكثير من الواقع.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي.آي.ايه” وليام بيرنز إنه “من المرجح” أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بمضاعفة جهوده ويحاول سحق الجيش الأوكراني دون الاكتراث إلى الخسائر البشرية”.-(وكالات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى