ما هي اللحوم المصنعة مخبرياً وهل هي حلال؟

للسؤال عما إذا كان علينا استهلاك اللحوم أم لا أوجه متعددة، خصوصاً وأن هذا السؤال أصبح أكثر تكراراً في السنوات الأخيرة، بعد تزايد شعبية أنظمة الغذاء النباتية، سواءٌ كان ذلك نتيجة لاعتبارات صحية تقضي بالتوقف عن تناول اللحوم أو لاعتبارات ترتبط بتأثير أنماط الحياة الحديثة على البيئة والاستدامة.
لطالما استهلك الإنسان اللحوم منذ بدء التاريخ. نظراً لحاجتنا لما يتوفر في اللحوم من بروتينات وما توفره من طاقة، اعتدنا على استهلاك لحوم عدد من الحيوانات التي أصبحت تربيتها صناعة مدرّة للأرباح.
المصدر: Statista
لكن التحذيرات العلمية المستمرة من الوتيرة المتزايدة لاستهلاكنا للحوم زادت من أهمية النقاشات حول أنظمة الغذاء النباتية والحاجة إلى حلول ابتكارية من شأنها أن تحمي النظام البيئي على مدى طويل.
لماذا نحتاج اللحوم المصنعة مخبرياً؟
بحسب نتائج الأبحاث العلمية، بحلول عام 2020، بلغ استهلاكنا للحوم ضعف الكمية التي استهلكناها عام 1990، ما يعني أن تربية الحيوانات لأغراض التغذية والذبح تضاعفت خلال المدة ذاتها، وهو ما يشكل خطراً على التوازن البيئي، إضافة إلى الضرر الناجم عن أساليب تربية المواشي ومضاعفة أعدادها وتأثير ذلك على التغير المناخي. فالأبقار على سبيل المثال تعد واحدة من أكبر مصادر غاز الميثان الذي ينبغي خفض انبعاثاته للتخفيف من أزمة المناخ.
ألهمت هذه الاعتبارات عددا من العلماء لتطوير بديل عن اللحوم التي تقتضي ذبح الحيوانات، وهو ما يعرف الآن باسم اللحوم المعدلة حيوياً، أو اللحوم غير المذبوحة. تمتاز هذه اللحوم بأنها تصنّع في مختبرات خاصة بدلاً من المزارع، وبأنها تحتوي على ذات القيمة الغذائية المتوفرة في اللحوم التقليدية، إن لم تكن ذات قيمة غذائية أعلى.
في ديسمبر من عام 2020، كانت سنغافورة أولى بلاد العالم من حيث السماح ببيع اللحوم المصنعة مخبرياً في أسواقها، بعد أن منحت ترخيصاً لمنتجات شركة “Eat Just” الأمريكية.
ما هي اللحوم المصنعة مخبرياً؟
من حيث إنتاجها، يتم تصنيع اللحوم الاصطناعية من خلال استخلاص خلايا جذعية من الحيوانات المراد استهلاك لحومها، ويتم تعديلها مخبرياً حتى تقدم الفائدة الغذائية ذاتها. بحسب عدد من الأشخاص الذين سبق وجربوا تناول هذا النوع الجديد من اللحوم، فإن مذاقها يكاد يكون مطابقاً لمذاق اللحوم التقليدية.
يشير بعض العلماء إلى أهمية التعديلات التي يتم إجراؤها على القيمة الغذائية لهذا النوع من اللحوم، فهي مثلاً منزوعة الدهون المشبعة كما تمت إزالة هرمونات النمو الضارة منها، ما يجعلها بديلاً واعداً يقدم غذاءً صحياً ولذيذاً في الوقت ذاته.
بينما يتزايد الاهتمام بهذا النوع من اللحوم البديلة حول العالم، إذ يعبر الكثيرون عن رغبتهم في تجربة وجبات من اللحوم دون الشعور بالذنب تجاه صحتهم أو تجاه كوكب الأرض، يتساءل كثيرون عما إذا كان هذا النوع الجديد من الطعام متوافقاً مع القواعد الدينية المفروضة على تناول اللحوم في عدد من الأديان، أبرزها القواعد الإسلامية للذبح والمعروفة باسم اللحوم الحلال.
هل هي حلال؟
بينما تغيب الفتاوى الرسمية بخصوص هذا النوع من اللحوم، لا يزال الأمر خاضعاً للنقاش في أوساط خبراء الشريعة الإسلامية الذين يحاولون التعرف أكثر على الطريقة العلمية التي يتم من خلالها تطوير هذه اللحوم البديلة، آملين أن يتوصلوا إلى رأي جامع في هذا الشأن في وقت قريب.
يعترف الكثير من علماء الدين بتعقيد هذه المسألة حيث أنها جديدة وغير مألوفة، كما أن قلة المعلومات المتوفرة حول تفاصيل عملية تصنيعها تشكل عائقاً في وجه معرفة ما إذا كانت ستلبي شروط اللحوم الحلال أم لا.