الثقافة وصناعتها

الغواص نيوز
سفيان الحمايده
من يتابع ويهتم بالشأن الثقافي في المملكة يلحظ نشاطا ملحوظا وبارزا لوزارة الثقافة التي اولت العمل الثقافي خلال الاعوام الماضية في المحافظات اهمية وازدادت الانشطة الثقافية عبر الاذرع الثقافية التابعة للوزارة وهي الهيئات الثقافية وكل ذلك يتم برعاية رسمية من مديريات الثقافة المنتشرة في المحافظات.
اجمل ما فعاليات العقبة المهمة انها لم تعد تعمل على نظام الفزعات بل اصبحت مؤسسية ثابتة ذات نهج تشاركي ففي العقبة ثلاث فعاليات ثقافية ثابتة ومقررة سنويا هي ملتقى الخط العربي الذي اصبح يحتل اهمية خاصة لدى الدول العربية حيث يشارك فيه الخطاطون العرب بصورة دائمة واصبح معلما ثقافيا في هذا المجال الحيوي والحضاري وتقوم عليه جمعية امواج الثقافية اما ثاني النشاطات والملتقيات فهو مهرجان المثلث الذهبي الشعري الذي تنظمه جمعية واحة الفكر والادب ويشارك فيه اكثر من عشر دول عربية ويختص بالشعر الشعبي في ارجاء الوطن العربي ثم ثالث هذه الفعاليات الثقافية مهرجان الفن والجمال والذي تنظمه جمعية ايله للثقافة والفنون ويشارك في فعالياته فنانون من اغلب الدول العربية هذه النشاطات والفعاليات التي اصبحت ثابتة ومحددة زمنيا كل عام استطاعت ان توثق لثقافة المدينة وحضارتها وتفاعلها مع الثقافة العربية على وجه العموم على الرغم من انها ما زالت غير مدعومة بشكل مؤسسي وتعتمد على جهود افراد نذروا انفسهم لنشر الثقافة لكن الجحود المؤسسي ما زال يطاردهم في مدينة يقال انها عاصمة الوطن الاقتصادية لكنها تتراجع امام الثقافة الاصيلة لصالح ثقافة الترفيه التي لا تؤسس ابدا لثقافة تستمد وهجها من جذور وحضارة الأمة التي يبدو ان شمسها لم تعد مشرقة كما كانت .
والمتابع ايضا لدور مديرية ثقافة العقبة ومديرها النشط طارق البدور يرى ان النشاطات والفعاليات الثقافية اصبحت تمتد على مدار الأسبوع وعلى مدار الشهر والعام دون توقف في حراك متزايد يؤسس لحالة ثقافية غير مسبوقة ولم يقتصر امتدادها فقط على مدينة العقبة بل امتد الى الى الاطراف المترامية على شكل نشاطات طالت مختلف فئات المجتمع كالطفل والمرأة والاسرة والتمكين الثقافي الذي تسعى وزارة الثقافة الى ايجاده وتطويره ضمن منهجية واضحة تستمد مدخلاتها من الاستراتيجية الوطنية للثقافة التي تعمل بموجبها الحكومات .
ولكن وفي ظل محدودية الموارد المالية المتاحة اصلا لوزارة الثقافة كان لزاما ان يتم التوسع في دعم النشاطات الثقافية الهادفة الى تأصيل العمل والمنتج الثقافي فلم تعد الثقافة مجرد ترف بل اصبحت صناعة تتشابك مع كافة الاستراتيجية و السياحية و المجتمعية والتراثية وغيرها وهذا يستدعي مؤكدا اعادة النظر في موازنة وزارة الثقافة الضئيلة والتي تستهلك على الأغلب في تغطية النفقات الجارية وما يتبقى لا يفي بمتطلبات تطوير المنتج الثقافي وتسويقه ونشره بين الناس خاصة في ظل تغيرات بنيوية باتت تطال المجتمع بفعل عوامل العولمة وانتشارها عبر وسائل تواصل باتت اقرب للتقاطع الأجتماعي وليس التواصل .