الشاشة الرئيسيةمقالات

التوجيهي

كتب الدكتور جميل الشقيرات
بعد يومين سيتقدم ما يقارب ١٨٩ الف طالب وطالبة لامتحان الثانوية العامة والذي يفترض ان تكون جاهزيتهم واستعدادهم على درجة عالية من الحرص والمثابرة حتى يتمكنوا من مواجهة تحديات الامتحان بكل اشكالها.
خلال فترة الامتحانات، بكل مراحلها وأياً كانت نوعيتها، تبدو حالة من الاستنفار الروحي والنفسي بين أفراد الأسرة، تعودنا هذا المشهد، بل عشناه بكل تفاصيله.
اليوم ونحن نعيش عصر التقنيات الحديثة بمختلف مسمياتها وتجهيزاتها تأكد لنا انها ليست هي ما تساعد على مرور الامتحان بسلام وآمان لكن هناك ما هو أهم. تأكدت أن التوتر الذي يعيشه الطالب سببه الرئيس هو نحن، بداية من أمه وأبيه وأصدقائه، وللمدرسة والمجتمع دورهما أيضاً.
كلنا يدرك ان فترة الامتحانات مهمة، فهي مرحلة الاختبار للحصول على النتيجة، وهذا لن يكون في يومها أو ليلتها أو لحظتها، بل بالمتابعة من بداية العام الدراسي. أما هذه المرحلة فتحتاج الهدوء الروحي والاحتواء، هي ثقافة علينا إتقانها. فما يفعله بعض الآباء أحياناً، بشكل لا إرادي، هو الضغط النفسي على أبنائهم في هذه الفترة. إن أبناءنا في هذه المرحلة يحتاجون لهدوئنا نحن، حتى لا ننقل توترنا لهم
فلنتابعهم بحب ونساندهم، ولنتوقف ولو للحظة نتذكر كيف كانت مشاعرنا وأحاسيسنا عندما كنا مثلهم، نخضع للامتحانات المدرسية. دورنا في هذا الوقت أن نبين لأبنائنا أن فترة الامتحانات فترة آنية، ولن تبقى إلى الأبد.
كل امتحان في هذه الحياة يحتاج من كل منا الاهتمام والتركيز، والأهم الاستعداد الكامل، بالعمل والجهد المستمر، ليس لوقت معين فقط. إن الامتحان ليس إلا نتيجة لذلك المجهود المسبق، فلنأخذه بسهولة وهدوء ومرونة ولنتذكر أن الحياة بأكملها امتحان كبير.
أمنياتنا التوفيق لجميع أبنائنا في كافة امتحاناتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى