مقالات

التعليم في الأردن أصبح طبقياً

الغواص نيوز
د.جميل الشقيرات

العنوان هو تصريح لوزير التربية والتعليم العالي أمام لجنة التربية والتعليم والشباب في مجلس النواب.
نعلم جميعاً ان التعليم هو الضرورة الثالثة بعد الماء والهواء بالنسبة للإنسان وحق من حقوقة الأساسية كونة أساس النهضة والثقافة والتقدم لكل مجالات الحياة لذلك فإن من واجب الدولة توفير التعليم المجاني لأبناءها كما كفله الدستور.
نعلم أيضاً ان اجيالاً سابقة لم تعاني من طبقية التعليم وتساوى جميعهم في الحصول على التعليم بكل مراحله لأن التعليم آنذاك كان مناطاً بالدولة دون شريك رغم تواضع إمكانيات الدولة.
إذن لماذا أصبح التعليم طبقياً على رأي معالي الوزير؟
١. عندما دخل القطاع الخاص كشريك مع الدولة في مهمة التعليم واضعاً همه العوائد المادية من خلال تحويل التعليم إلى سلعة والتعامل مع الطالب كزبون أدى ذلك إلى أن يكون التعليم متاحاً أمام ميسوري الحال ومغلقاً في وجه أصحاب الدخول المحدودة. بنفس الوقت تقوم مدارس خاصة باستقطاب الطلبة المتفوقين وإعفاءهم من الرسوم من أجل رفع اسم المدرسة وإثبات تميزها.
٢. عندما أسست الجامعات الخاصة منذ عام ١٩٩٣ بدأت تستقطب الطلبة الذين لا تؤهلهم معدلاتهم القبول في الجامعات الحكومية ومن عائلات ميسورة في الوقت الذي لا يستطيع الاخرين المكافين لهم بالمعدل الدخول للجامعة لضيق ذات اليد..
٣. سياسة القبول الجامعي التي لا تحقق العدالة بين الطلبة،فهناك مكرمات وهناك تعليم موازي وهناك عدم توحيد المعدلات والرسوم للتخصصات في الجامعات الحكومية.
٣. تراجع مستوى التعليم في المدارس الحكومية لأسباب كثيرة أدى إلى بروز ظاهرة الدروس الخصوصية والتي تتطلب دفع مبالغ مالية فوق طاقة ولي الأمر الفقير أو يدفعها على حساب حاجات اساسية للاسرة .
أعتقد معاليك ان هذة من الأسباب الرئيسة التي جعلت تعليمنا طبقياً.
فإذا اردنا ان نحقق العدالة الاجتماعية وان لا نعيش في مجتمع يتعلم فيه ابناء الاثرياء ويبقى القطاع العريض من ابناءنا محروماً من فرص متكافئة للارتقاء بنفسة وبمجتمعة لا بد من وقفة جادة من أعلى المستويات السياسية والرسمية والعلمية وإعادة النظر في سياسات التعليم العام والعالي وإعادة هيكلة الجامعات الحكومية والخاصة حتى لا تترسخ الطبقية وتصبح جزء من التكوين الاجتماعي والعلمي لأجيالنا القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى