الشاشة الرئيسيةمقالات

البث غير الاخلاقي

د. عبدالمهدي القطامين
في الكثير من الفيديوهات التي يبثها نشطاء وهواة وطباخين وسواقين واشباه صحفيين وكبار في السن وصغار ويافعين ونساء ورجال الى اخر ذلك من هذه السوشيال ميديا التي باتت تحاصرنا في كل دقيقة ثمة الكثير من الكذب والهراء والبث غير الاخلاقي وغير المنضبط والكثير من الكذب المغلف بشفافية فائقة الجودة احيانا وفاقد الجودة في الكثير من الاحيان والمتصفح والمتابع لما يجري لا يدرك حقيقة ما ذا يريد هولاء وما هي الرسالة التي يقدمونها للمتابع بل ما هي الرسالة التي ريدون ايصالها للجمهور .
حين التدقيق في الكثير مما يقوله هولاء المؤثرون او “المؤسرون ” في بعض اللهجات ثمة الكثير من الهراء المخلوط بضعف التجربة وقلة الثقافة وانعدامها احيانا اخرى ولكن المؤسف في الامر هو ذلك الرجم الذي يرجمون به الناس سواء كانوا مسؤولين او غير مسؤولين فكله سيان عند المتحذلقين الذين يؤلفون قصصا وروايات ما انزل الله بها من سلطان والغريب ان ثمة اذان صاغية تصغي بوله وشغف منها المثقف والعالم ومنها الجاهل والامي ووسط كل هذا الغثاء ينبري من يقول انها خربانة ولا يرون في الافق اي بقعة ضوء يمكن ان تزرع الامل .
نحن مثل اي دولة اخرى في هذا العالم المضطرب والتائه بين الماضي والحاضر فيه من المشاكل الكثير وفيه من الاقتتال الذي يبدو بلا معنى الكثير وفيه من الحروب ما ياكل الاخضر واليابس وظل هذا الوطن وسط هذه الفوضى صامدا محافظا على بنيته المجتمعية وعلى حياة ناسه وطموحهم المشرووع في حياة كريمة هادئة وعادلة وان حدث اختلال هنا او هناك فهو اختلال غير منهجي سببه سوء الادارات وعدم استخدام الموارد المتاحة كما ينبغي وهنا ينبغي على كل عاقل ان يتوقف ولو برهة عند دول المحيط التي تاكل بعضها البعض وتلتهم الاضطرابات امال شعوبها في لحظة تيه تاريخي لا مثيل لها في كل العصور .
ما يغيب عن الكثير هو ثقافة الشكر والنظر الى الايجابي والبناء عليه والابتعاد عن هذه النظرة السوادوية التي لا ترى الا ما كان بائسا ولا تلمح الا ما كان سيئا وتغمض عن محطات البناء الامر الذي ما زال يشيع ثقافة التذمر والطعن في منجزات الوطن ولعل ابي الطيب كان صادقا فيما صدح ذات يوم
ومنْ يكُ ذا فمٍ مرّ مريضٍ يجدْ مرًّا به الماءَ الزُّلالا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى