الشاشة الرئيسيةمقالات

الاقتصاد..بين «العقبة» و«أوكرانيا»!

عوني الداوود

في مقال سابق ( السبت ) أشرت الى أهمية «لقاء العقبة «الذي عقد الجمعة الماضية حيث استضاف جلالة الملك عبدالله الثاني- وبحضور ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني – كلا من: فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ،وسموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودولة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي،وبحضور سعودي ممثلا بسمو الامير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وزيرالدولة.

وقلت إنّ هذا اللقاء ذا أهمية سياسية بالغة في هذا الوقت بالذات لارتباطه بما يشهده العالم والاقليم من احداث ومتغيرات متسارعة وفي مقدمتها: قرب التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني ، وانعكاسات ذلك على دول المنطقة سياسيا واقتصاديا، اضافة لملف القضية الفلسطينية ،وعودة سوريا للجامعة العربية ..وملفات أخرى كاليمن ..وغيرها من الملفات السياسية الساخنة.

اليوم ..أتحدث تفصيلا عن الاهمية « الاقتصادية – خصوصا للأردن – لهذا الاجتماع الذي ضمّ قادة «محور الشام الجديد «( الاردن – مصر -والعراق)، اضافة الى حضور لافت ومهم في هذا الوقت لكل من (الامارات والسعودية )..ومن هنا لا بد من الاشارة الى الملفات الاقتصادية الكبرى التي تفرض نفسها في مثل هذا الاجتماع المهم:

1-بداية لا يقرأ المشهد جيدا من يفصل بين أية لقاءات أو تحركات يشهدها الاقليم في هذا الوقت بالذات وبين ما يجري على الارض في اوكرانيا ، فقد فرضت الحرب في اوكرانيا متغيرات على المشهد العالمي والاقليمي بل وفي كل دولة في العالم، ذلك ان تلك الحرب أعادت انقسام العالم الى معسكر شرقي وآخر غربي (معسكر روسيا والصين والهند) ،ومعسكر غربي ( الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي) ..وقد خلق هذا الانقسام متغيرات دولية واقليمية خلطت الاوراق وزادت القلق مما هو قادم ..ومن أهم تلك المتغيرات تسارع وتيرة الوصول الى اتفاق حول الملف النووي الايراني وهذا مزعج لدول المنطقة أمنيا واقتصاديا ذلك انه سيرفع الحظر عن نحو ( 2.8مليون برميل نفط يوميا ) مع امكانية الوصول الى( 4) ملايين برميل نفط يوميا اضافة الى اهمية الغاز الايراني في هذا الوقت وهذا ما تريده أمريكا كجزء من بدائل للنفط والغاز الروسيين، لكن ذلك يؤثر على دول (اوبك +)والسعودية والامارات ودول الخليج تحديدا.

2-اجتماعات العقبة مهمة في بحثها لملفين مهمين زادت أهميتهما جراء الحرب في اوكرانيا وهما « أمن الطاقة « والامن الغذائي»، لذلك فان من المهم للغاية التنسيق بين دول محور الشام ودول الخليج العربي في هذين الملفين خصوصا وان جلالة الملك عبد الله الثاني يرفع دائما شعار» التكامل الاقتصادي « في العلاقات مع العراق ومصر، ويؤكد على دورالمملكة الاردنية الهاشمية وقدرتها لتكون مركزا اقليميا للغذاء ،اضافة لامكانية دورها في التنسيق بالمشاريع الاقليمية وفي مقدمتها مشاريع الطاقة (نقل الغاز المصري الى لبنان عبرالاردن وسوريا).. ومشاريع الربط الكهربائي بين الاردن والسعودية وبين الاردن والعراق وكذلك بين الاردن والاراضي المحتلة.

3-» التكامل الاقتصادي» الذي يدعو اليه جلالة الملك عبد الله الثاني بين دول الاقليم يشمل المشاريع الكبرى وفي مقدمتها أردنيا : «الناقل الوطني» وهو مشروع ضخم بحجم استثمار نحو(2.4) مليار دولار، وهناك امكانية دخول استثمارات خليجية في تنفيذ هذا المشروع، اضافة لمشروع توسعة مصفاة البترول باكثر من (2مليار دولار).. وكذلك مشاريع «سكك الحديد» الذي يحظى باهتمام خليجي ..ناهيك عن مشاريع الطاقة وفي مقدمتها مشروع خط « البصرة – العقبة « وصولا الى الاراضي المصرية.

4-»العقبة « – حيث عقدت الاجتماعات – يبلغ حجم الاستثمارات المؤكدة فيها نحو 26 مليار دولار، وهي مقبلة على استثمارات كبرى و تحظى باهتمام دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من خلال مشروع « نيوم « وغيره من المشاريع ،اضافة لاهتمام الامارات بمنظومة الموانئ ، واهتمام قطري بمشاريع بنى تحتية واستثمارات متعددة في العقبة وغيرها ..وجميع هذه المشاريع المرتقبة حريّ بها رفع معدلات النمو وخلق الوظائف في سنوات حالية وقادمة صعبة يزيد من صعوبتها تطورات الاحداث العالمية.. والحل بمواجهتها بمزيد من التنسيق مع الدول الشقيقة من أجل التكامل الاقتصادي ومن أجل أمن دول المنطقة وشعوبها : سياسيا واقتصاديا ومائيا وغذائيا ..اضافة الى أمن الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى