الاختبارات المدرسية النهائية تنطلق اليوم وجاهيا

يتوجه طلبة المدارس من مختلف الجهات التعليمية اليوم الاربعاء، لتقديم أول اختباراتهم المدرسية النهائية للفصل الأول للعام الدراسي الحالي، بعد انقطاع عام ونصف عن تأدية الاختبارات بصورة وجاهية داخل اسوار المدارس بسبب جائحة كورونا.
وفي كل موسم للامتحانات المدرسية تترافق معها مشاعر القلق والتوتر ليس فقط عند الطلبة الساعين الى النجاح والبعض منهم للتفوق، وانما تمتد لكافة افراد الأسرة وخاصة الوالدين اللذين يحرصان على توفير سبل الراحة لابنائهم اميلين بان يحققوا النتائج المرجوة.
الأم الثلاثينية سناء حصوة تقول لدي 4 أبناء، أكبرهم في الصف العاشر، وفارس بالصف الثامن وماسة بالصف الخامس وهاشم بالصف الرابع، مشيرة إلى أن “تقارب الأعمار بينهم يجعلني افرض حالة من الاستنفار وأجنبهم أي شيء يمكن أن يشغلهم عن الدراسة”. وتضيف حصوة ان هذا الطوق الذي افرضه عليهم من شأنه ان يوفر جوا نفسيا ملائما لكي يدرس ابنائي بشكل جيد ويخوضون امتحاناتهم بكل راحة وامان ليجتازوا فصلهم الدراسي الأول بتفوق.
وتشاركها بالرأي ندى مروان التي تجد أن أصعب فترة تمر على الأسرة هي فترة الاختبارات خاصة النهائية منها والتي تنشر معها حالة من الاستنفار يزامنها القلق والتوتر خشية عدم تحقيق النتائج المرجوة.
وتقول مروان “إن ابنتها ميرا بالصف الخامس، اعدت جدولا دراسيا بالاستعانة بمدرستها لكي تضمن الحصول على علامات مرتفعة بالامتحانات وبالتالي التفوق”.
وتضيف ان الفصل الدراسي الحالي مختلف عن سابقه، فالاختبارات لم تعد عن بعد وانما وجاهية داخل المدارس وهذا الأمر يتطلب تركيزا وجهدا مضاعفا من الطلبة كونه سيشكل المعيار الحقيقي لما اكتسبه الطلبة من مفاهيم ومعارف خلال الفصل الدراسي.
تأثير الامتحانات المدرسية لا يقتصر على الطلبة فقط وإنما يمتد إلى أسرهم خاصة مع حرص أغلب العائلات على توفير اجواء دراسية مناسبة، ويؤكد الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي في هذا الشأن “ان على أولياء الأمور عدم اظهار مشاعر القلق والتوتر نتيجة خشيتهم من عدم قدرة ابنائهم على تحصيل علامات مرتفعة أو اجتياز الامتحانات بتفوق كون تلك المشاعر معدية وتنتقل للابناء بل عليهم ان يشجعوا ابناءهم على الاعتزاز بقدراتهم وامكانياتهم المختلفة.
وبين الخزاعي في حديث لـ “الغد”، ان على الأهالي اثناء فترة الامتحانات ان يخففوا من قيودهم وليس العكس كون توفير اجواء مريحية وإيجابية من شأنها ان تحفز الابناء على الدراسة وبالتالي تأدية الامتحانات بكل سهولة ويسر، لافتا إلى ضرورة توفير أجواء هادئة للابناء من أجل الدراسة والابتعاد عن الخلافات والمشاحنات فضلا عن عدم المبالغة في النصح والارشاد.
وتنطلق الاختبارات النهائية المدرسية اليوم وذلك عقب قرار اصدرته لجنة التخطيط في وزارة التربية والتعليم يقضي بتقديم موعد الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول 24 يوما عن الموعد المحدد في التقويم المدرسي للعام الدراسي 2022/2021.
الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم الدكتور احمد المساعفة قال “إن الوضع الوبائي داخل المدارس مطمئن وتحت السيطرة، لافتا إلى أن هناك متابعة حثيثة من قبل مسؤولي الصحة للتأكد من مدى تطبيق المدارس وكوادرها الإدارية والتعليمية والطلبة لاشتراطات البروتوكول الصحي”.
وأضاف المساعفة ان الوزارة عممت في وقت سابق على مدراء المدارس تقسيم صفوف المدارس التي تعمل بنظام التناوب إلى مجموعتين ( أ / ب )، بحيث تحتوي كل مجموعة على نصف صفوف المدرسة تقريبا، وتعقد الاختبارات لهاتين المجموعتين الجلسة الاختبارية للمجموعة ( أ ) من الساعة الثامنة ولغاية الساعة العاشرة صباحا، وتكون الجلسة الاختبارية للمجموعة ( ب ) من الساعة العاشرة والنصف صباحا ولغاية الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا.
وبين المساعفة ان الطلبة المصابين بفيروس كورونا تؤجل اختباراتهم لتعقد وجاهيا في بداية الفصل الدراسي الثاني، موضحا أن هذه الإجراءات تأتي حرصا منها على صحة وسلامة الطلبة والكوادر المدرسية وفقا للبروتوكول الصحي المعتمد في التعامل مع جائحة كورونا.
وفيما يتعلق بطلبة الصفوف الثلاثة الأولى فإنه ووفق أسس النجاح والإكمال والرسوب المعتمدة والمعلنة فإن هذه الصفوف تخضع لأربع فترات تقويمية على مدى الفصل الدراسي بواقع 25 % لكل فترة تقويمية ينوع فيها المعلم من إستراتيجيات التقويم، وعليه فإن دوام هذه الصفوف يبقى كالمعتاد إلى نهاية آخر يوم دوام في الفصل الدراسي وفق التقويم المدرسي المعتمد والمعلن وهو 23 كانون الأول (ديسمبر) الحالي.