هل سيثْأر بوتين لاغتيال ابنة مُستشاره وصديقه المُفكّر ألكسندر دوغين؟ ولماذا كانت عمليّة الاغتيال هذه استهدافًا له ونقلًا للحرب الاستخباريّة إلى قلبِ موسكو؟ وما صحّة التكهّنات التي لا تستبعد دَوْرًا لـ”الموساد”؟

الغواص نيوز ….. رصد
اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدولة الأوكرانيّة بالوقوف خلف جريمة اغتيال داريا دوغين ابنة صديقه ومُستشاره المُفكّر الروسي ألكسندر دوغين، التي وصفها بالدّنيئة والوحشيّة، بينما كشفت التحقيقات الميدانيّة الأوليّة أن جهاز العمليّات الخاصّة الأوكرانيّة خطّط لهذه الجريمة ونفّذها وأن المُواطنة الأوكرانيّة فوفك ناتاليا من مواليد عام 1979 هي التي زرعت القُنبلة تحت مِقعد سيّارتها التويوتا وتفجيرها.
عمليّة الاغتيال هذه التي تعتقد السّلطات الروسيّة أنها كانت تستهدف المُفكّر اليميني القومي الروسي المُتشدّد، والمُنظّر الأكبر لعودة أوكرانيا للسّيادة الروسيّة (صاحب كتاب أوكرانيا معركتي) جاءت طعنةً مُباشرةً للرئيس بوتين، وأوّل اختِراق استِخباري من نوعه للأمن الروسي، وفي وقتٍ تتعاظم فيه عمليّات توريد أسلحة وصواريخ أمريكيّة حديثة لأوكرانيا، وتصاعد أعمال القصف الصّاروخي لشِبْه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.
أصابع الاتّهام الروسيّة تُشير إلى وقوف أجهزة استخبارات خارجيّة قد تقف خلف عمليّة الاغتيال هذه، دون أن تُحدّدها بالاسم، لكن مصادر روسيّة لا تستبعد أن يكون هُناك دور مُباشر أو غير مُباشر لوكالة المُخابرات الأمريكيّة (سي آي إيه) أو جهاز المُخابرات الإسرائيلي الخارجي “الموساد”.
مُنفذّة عمليّة الاغتيال الأوكرانيّة كانت تُتابع ضحيّتها عن كثب، واستأجرت شقّةً في العمارة نفسها التي تُقيم فيها الضحيّة داريا، وتواجدت في الفعاليّة الثقافيّة التي كانت تُشارك فيها الضحيّة قبيل تفجير سيّارتها.
اغتيال داريا دوغين ربّما يكون جُزءًا من فصلٍ جديد في الحرب الأوكرانيّة من حيث نقل الاغتيالات إلى قلب العاصمة الروسيّة لزعزعة الأمن، وبثّ حالةٍ من القلق والرّعب في أوساط الرأي العام الروسي، في إطار “حربٍ نفسيّة” استخباريّة مدروسة.