أعترف أن اهتماماتي تركزت في السنوات الماضية، على متابعة كرة القدم المحلية والعربية والعالمية، ولم تكن من ضمن اهتماماتي ألعاب رياضية غير معشوقتي المستديرة، قبل أن يأتي المنتخب الوطني لكرة السلة، ويسرق تلك الاهتمامات، عندما جذبني بكل جوارحي لمتابعته والتفاعل مع اداء نجومه في بطولة كأس آسيا الأخيرة، التي شهدت حضورا أردنيا راقيا ومقنعا وممتعا.
أعترف أن انفعالاتي مع «صقور الأردن» كان لافتا في البطولة الآسيوية، ليس للتشويق الذي صنعه نجوم المنتخب الوطني، بل للروح القتالية التي أظهرها اللاعبون، لدرجة أنني شعرت بدرجة من الحماس وضعتني معنويا وبكامل جوارحي في جاكرتا، حيث الحضور الأردني المشرف.
أثناء المباريات، اعتقدت أنني بالغت في الفرحة والحماس والاهتمام بالمنتخب، قبل أن أخرج إلى الشارع المحلي، لأجد أن حديثهم منصب بالكامل على صقور الأردن، بل إن الموظفين في دوائرهم، كانوا يتابعون عبر جوالاتهم البث المباشر لمباريات المنتخب، وفي المقاهي حدّث ولا حرج حول التجمعات لمؤازرة الصقور، وفي الجلسات الليلية كان التحليل للمباريات التي جرت نهارا، لأخرج بنتيجة مفادها أن كرة السلة الأردنية باتت تهدد مكانة منتخب كرة القدم الذي طالما كان الأوفر حظا في قلوب الأردنيين، وهي حالة إيجابية خلقها منتخب السلة الذي بات يشكل مصدرا لفرح الشارع الرياضي الذي غابت عنه الفرحة، بعد غياب انجازات كرة القدم.
ما قدمه المنتخب الوطني لكرة السلة في كأس آسيا، وما وجدته من تفاعل كبير وفخر واعتزاز في الشارع الرياضي المحلي، يدعوني كلاعب سابق ومدرب حالي في كرة القدم، للتخلص من انحيازي للكرة، والمناداة بإنصاف كرة السلة الأردنية، من خلال زيادة الدعم المقدم، وضرورة دعوة المؤسسات والشركات، لإجراء دراسة حول مقدار الفرحة التي أدخلا صقور الاردن لكل بيت، ومن ثم زيادة الدعم والرعاية، حتى نعيش مثل هذه الفرحة، خاصة وأن السلة الأردنية أفرحتنا بتأهلها للمونديال لمرتين، بانتظار المرة الثالثة التي يفترض أن تأتي وقد نال منتخب السلة ما يستحقه من دعم.
طوبى للسلة الأردنية، ونعم لمنتخب كرة قدم يلعب بنفس الروح وبنفس حماس وروح الصقور، بحثا عن كرة أردنية في مونديال 2026.