يومان لن تنساهما دولة الاحتلال …الحادي والعشرين من اذار والسابع من اكتوبر

الدكتور عبدالمهدي القطامين
يومان لن تنساهما دولة لاحتلال الاول يوم الحادي والعشرين من ذار من عام 1968 ففي صبيحة ذلك اليوم قال موشي ديان وزير دفاع المحتل انهم سيتناولون القهوة في مرتفعات السلط ودعت بعض الصحفيين المتواجدين في دولة الاحتلال الى مرافقة ما يعرف بجيش الدفاع في تلك الزيارة الخاطفة التي اذاقت العدو طعم الهزيمة لاول مرة منذ قيام الكيان .
وكانت دولة الاحتلال اعلنت أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب في بلدة الكرامة، لكن هدف العدوان كان مغايرا، وهو الوصول المرتفعات الشرقية والاقتراب من العاصمة عمان، للضغط على القيادة الأردنية ومساومتها سياسيا مستقبلا.
ودفعت قوات الاحتلال بلواء مدرع 7، ولواء الدروع 60، ولواء المشاة 80، ولواء المظليين 35،و 5 كتائب مدفعية ميدان وثقيلة،و 4 أسراب طائرات مقاتلة ميراج ومستير ومروحيات تستطيع نقل كتيبتين.
كانت العشر ساعات من القتال البطولي التي خاضها الجيس الاردني وقوات من الفدائيين المتحالفة معه قد اوقعت الخسائر التالية في العدو المحتل
250 قتيلا و450 جريحا، تدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن، وأسقطت 7 طائرات مقاتلة وانقبلت نزهة الاحتلال الى هزيمة ما زالت تعيش في ذاكرة الجيش الذي قيل انه لم يقهر .
في السابع من اكتوبر 2023 كان العدو مرة اخرى على موعد مع هزيمة نكراء بعد ان قام فتية مسلحون بالارادة والعزيمة والايمان باقتحام الحدود في غزة مع العدو المغتصب وفي ظرف يوم واحد كانت خسائر العدو الذي شرع هاربا قد تجاوزت 1200 قتيل ومئات الاسرى الذين تم جلبهم الى داخل غزة واستطاعت قوات المقاومة في غزة ان تجر عسكريي الاحتلال من دباباتهم المتحصنين فيها وان تاسرهم في مشهد مذل سيظل طويلا في ذاكرة العالم وذاكرة الاحتلال الذي جن جنونه امام تلك الهزيمة الماحقة فلم يجد من حل سوى الامعان في قتل المدنيين في غزة بابشع صورة وبالات حرب محرمة دولية فتكت بالناس لكنها تتهاوى تباعا امام قوة وصمود واصرار المقاومة التي ضربت للعالم مثلا جديدا في عقيدة الدفاع عن الاوطان .
هذ الاحتلال لا يتعلم من دروس التاريخ ولا يفهم ان لغة الحرب لن تحقق له الامن ما زال على الارض حر يرفض ان يبقى المحتل وفي ظل هذه الهزائم المتلاحقة على المحتل ان يخضع لارادة العالم وقوانين الشرعية الدولية وعليه الان وليس غدا ان يلتقط حل الدولتين الذي يبدو متاحا الان لكنه ابدا لن يكون ان ظل راكبا راسه راسما الطغيان والتنكيل بالشعب الفلسطيني الاعزل طريقا له واستراتيجية بائسة لن توصله الا لمزيد من الاهانة والذل والعار والهزيمة فالتاريخ يقول بفم ملان ان لا بقاء لمحتل فهل فهل يتعظ العدو ؟