الشاشة الرئيسيةمقالات

لهذه الاسباب الملك في قطر .

د.عبدالمهدي القطامين .

في لعبة الامم ليس هناك صداقات دائمة بل هناك مصالح دائمة يسعى الجميع الى تحقيقها لذا تعرف السياسة بأنها فن الممكن ولعل زيارة الملك الى قطر تأتي ضمن الممكن الذي تسعى السياسة الاردنية الى تحقيقه عبر بوابة قطر .
شكلت قطر في السنين الأخيرة بوابة واسعة لايجاد حلول ممكنة لمشاكل دولية كثيرة لعل اهمها مصالحة واشنطون وطالبان التي مكنت اميركا من الهروب من المستنقع الذي تورطت فيه في افغانستان وملف النووي الايراني وادارة قطر الحكيمة لمسألة الحصار وعلاقاتها مع حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى وتحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يحل دون ان تلعب دورا بارزا في الحفاظ على هويتها القومية ومعتقداتها العربية التي تجلت ملامحها ابان مونديالها الشهير ووقوفها بحزم تجاه محاولة تصدير الثقافة الاوروبية من قبل القارة العجوز والتي تبدت في اكثر من موقف اثناء المونديال وقبله وبعده.
امتلاك قطر لعوامل قوة متعددة اقليمية ودولية جعلها مقصد الملك عبدالله الثاني قبل ان يواصل رحلة عمله الى اميركا لمحاورة اصحاب القرار هناك واصحاب التشريع في الكونجرس الاميركي بشقيه النواب والشيوخ .
زيارة الملك لقطر تحمل اكثر من دلالة خاصة وانها جاءت بعد زيارة نتنياهو الذي قصد عمان هاربا من جحيم الداخل الذي يواجهه وسمع في عمان من الملك ما لم يسمعه من قبل .
من المؤكد ان قطر التي رسمت سياستها بهدوء في العقد الماضي تستطيع ان تقوم بدور تهدئة في المنطقة التي تبرز فيها ملامح الاشتعال والتوتر لكن العالم الذي بات ينوء بتبعات حرب روسيا واوكرانيا ابدا لا يحتمل قيام حرب ثانية في الأقليم الملتهب اساسا وهذا دور يمكن لقطر ان تقوم به عبر علاقاتها المتوازنة مع ايران وتركيا واميركا بينما يمكن لاقطار اخرى ان تقوم بذات الدور مع اسرائيل ولعل الامارات العربية المتحدة هي الأكثر تاثيرا في هذا الجانب .
على العموم هناك الكثير من الموازين التي ستتغير في المنطقة وذلك يعتمد على نتائج حرب روسيا واوكرانيا المدعومة بقوى الغرب كلها وبتوجيه ومؤازرة امريكية كاملة.
وتظل المسألة الاكثر تعقيدا هي القضية التاريخية الوجودية قضية فلسطين وما يجري فيها كل يوم من اضطهاد للشعب الفلسطيني المقاوم فهل سنشهد انعطافة حادة في مسارها خاصة وان ثمة ما يدور في الخفاء حول الوصول الى حلول قد تبدو مقنعة للقائمين عليها من قادة عرب وغير عرب لكن التساؤل الذي طرحه الملك عبدالله الثاني قبل ايام يظل مؤرقا للجميع والذي اشار فيه الى ان ما يقره القادة قد لا تقره الشعوب ولعل مثل هذا التساؤل يلخص مشكلة المنطقة برمتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى