ولي العهد في اول مهمة خارجية رسمية متنوعة …. واثق ، هاديء ، ملم ، مبتسم

الدكتور عبدالمهدي القطامين
تابعت زيارة سمو ولي العهد الأمير حسين الى جمهورية مصر العربية وهي زيارة مهمة على اكثر من صعيد من حيث محتواها وما ناقشت وما أوصل سمو الأمير من رسائل لمصر ام الدنيا وذلك في لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السياسي وقيادات مصرية مؤثرة إقليميا ودوليا .
الأمير الذي رافقه وفد رفيع المستوى من الأردن حرص على ان يلتقي العديد من القيادات المصرية سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او المجتمعي او الشبابي الديني فقد زار سموه الازهر الشريف والتقى بفضيلة امام الازهر مبديا رغبته بتفعيل التعاون الشبابي وفق النهج الإسلامي الحنيف .
الزيارة التي استمرت لعدة أيام كانت حافلة بالعمل على مدار اليوم وفي ساعات متأخرة من الليل أيضا بحسب ما اخبرني احد المرافقين في هذه الزيارة كان فيها الأمير نجما حقيقيا وهو يحاور ويستمع ويدون وعلى محياه ابتسامة هاشمية جميلة .
ولكي لا ابتعد كثيرا عن الهدف من هذه المقالة فأنني وبحق دون أي تزلف او تسحيج كما اعتاد ان يرمى بهذه التهمة كل من يحاول تسليط الضوء على منجز او الإشادة بشخصية عامة …. حين يلتقي المواطن والمسؤول مع الهاشميين تبدو الصورة معكوسة تماما يقول الملك او الأمير …. لا سيدي …. نعم سيدي …. في مخاطبة الناس والمسؤول وتلك سمة امتاز بها ملوك الأردن طيلة عمر الوطن فقد ظلت السماحة ديدنهم حتى في احلك الظروف وهو الذي اجزم اننا لا نراه في أي من بلاد العرب اوطاني .
هل كانت تلك جينات وراثية ربما وربما أيضا كانت مكتسبة لكن لنا في التاريخ اسوة حسنة فحين اجمعت قريش ومنهم الهاشميون على قتل محمد عليه الصلاة والسلام في داره ظلوا طيلة الليل ينتظرون خروجه لقتله وكان يمكنهم اقتحام المنزل لكنهم توقفوا طويلا حين قال احدهم ردا على مقترح تقدم به جاهل لدخول المنزل اذ قال : رويدا يا قوم وماذا تقول عنا العرب اذا اقتحمنا المنزل وروعنا بنات محمد ؟
نسمع الكثير عما يجري من زوار اخر الليل في بلاد العرب اوطاني ونسمع الكثير عما يفعل أبناء بعض الزعماء الذي يرتكبون من الويلات ما يشييب لشعرها الولدان ثم نقارن ونحمد الله كثيرا اننا في بلاد يقودها هاشميون يراعون حرمة الناس ولا يروعونهم يدارون ويحكمون بحلم وروية .
متابعتي لولي العهد ولحركاته ونشاطاته تقول ان هذا الشاب سيكون له شأن شريطة ان يسلم من البطانة غير الصالحة التي تزين ما لا يزين وتحيك بليل وفقا لمصالحها .