الشاشة الرئيسيةمنوعات

منافسة شرسة في صناعة السيارات الكهربائية وسط رهان قوي من الصين وتركيا بتجاوز الجميع، فمن له الغَلَبة؟

لقد أصبح قطاع السيارات الكهربائية هدف واضح للجميع بهدف التحول نحو بيئة أفضل وأيضا تقليل الاعتماد على النفط الخام وهي أحد أولويات الحكومات حول العالم خلال الفترة القادمة وعلى رأسهم هذه الدول تأتي الصين والتي تسعى بجدية أن تصبح أكبر منتج للسيارات الكهربائية حول العالم في منافسة شرسة مع الشركات الأمريكية وعلى رأسها عملاق السيارات الكهربائية شركة تسلا.

بصفة عامة، الصين تعد أكبر منتج للسيارات التقليدية حول العالم، وقد حققت طفرة كبيرة في هذا المجال ولكنها ما زالت تفتقد بشكل أو باخر إلى التكنولوجيا المتقدمة عند مقارنتها مع عمالقة صانعي السيارات التقليدية و الكهربائية في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا، وأن اعتماد الصين يقع بشكل كبير علي السوق المحلي نظرا لنظريات العرض والطلب.

بالحديث عن قطاع السيارات الكهربائية، فالمعادلة قد تكون عادلة بشكل كبير خاصة وأن المجال ما زال في بداياته وهو جديد بشكل أو بآخر على جميع صانعي السيارات وبالتالي فإن الصين تطمح أن تنافس وبقوة في هذا المجال خاصة وأن مجال صناعة السيارات الكهربائية هو شبيه بشكل كبير بمجال صناعة الهواتف الذكية من حيث استخدام التكنولوجيا والتي تأتي فيه الصين في المقدمة عندما يتعلق الأمر بـ بطاريات السيارات الكهربائية وأيضا تقنيات القيادة الذكية الذاتية.

دعم الحكومة الصينية لمصنعي السيارات الكهربائية

أحد أهم النقاط التي دفعت الصين إلى المنافسة بقوة في مجال تصنيع السيارات الكهربائية هو دعم الحكومة الصينية والتي استفادت منها الشركات بشكل كبير سواء من جانب التمويل أو السياسات الضريبية المرنة عندما يتعلق الأمر بالسيارات الكهربائية. حيث على سبيل المثال شركة نيو ،وهي بمثابة المنافس الرئيسي لشركة تسلا الأمريكية والتي جذبت أنظار العديد من المستثمرين بهدف الاستثمار والتداول بأسهم نيو العالمية، قد افتتحت مصنعا ضخما في الصين بهدف بيع السيارات الكهربائية بسعر أرخص ويرجع الفضل في ذلك إلى كفاءة سلاسل التوريد الصينية.

من جانبه فقد بدأ بنك باركليز تغطية شركة نيو الصينية لصناعة السيارات الكهربائية، حيث أعطي البنك تصنيفًا مرتفعا للشركة مع استهداف قرابة الـ 34 دولار أمريكي للسهم الواحد.

حيث صرح البنك خلال مذكرة للعملاء على أنه نعتقد أن الاعتماد السريع للمركبات الكهربائية في جميع أنحاء العالم ومبيعات السيارات الكهربائية المزدهرة قد أتاح لصانعي السيارات الكهربائية في الصين فرصة نادرة ليس فقط للحصول على حصة كبيرة في سوق السيارات المحلية – وهي الأكبر في العالم بحوالي 25-30٪ عالميًا.

امتيازات ضريبية لحاملي السيارات الكهربائية

كما أن الحكومة الصينية تسعى من بدايات هذا العام 2022 إلى الاتفاق مع الشركات الكبرى المصنعة للسيارات داخل الصين بما في ذلك عمالقة السيارات التقليدية مثل تويوتا، جنرال موتورز وأيضا الشركات الصينية المحلية إلى العمل على إنتاج حد أدنى من السيارات الكهربائية أو الهجينة سواء التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل أو الهجين ما بين الكهرباء والوقود.  وهذه المعادلة الحكومية تأتي بهدف سعي الصين إلى إصدار سيارات كهربائية صديقة للبيئة والحد من انبعاثات الكربون وفاء بالمعاهدات الدولية التي اتفقت عليها دول العالم خلال اجتماع تغير المناخ العام الماضي 2021.

ومن ناحية أخرى، فإن الصين تسعي إلى بناء قرابة الـ 20 مدينة فقط لصناعة وإنتاج السيارات الكهربائية مع دعم مالي يصل إلى قرابة الـ 30 مليار دولار لشركات تصنيع السيارات الكهربائية. وفي المقابل تسعى أيضا الدولة إلى تحسين البنية التحتية لتواكب هذه الخطة وقد نجحت الصين بشكل كبير في هذه النقطة حيث أنها تستحوذ علي قرابة الـ 60% من محطات الشحن الكهربائية حول العالم. بمعادلة بسيطة فإن كل محطة شحن كهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية تقابلها عدد 8 محطات شحن كهربائية في الصين.

كما أقرت الصين خطة امتيازات ضريبية لحاملي السيارات الكهربائية اقتداء بالحكومات الأوروبية وغيرها بما في ذلك صناعة السيارات في الهند، بهدف تحفيز الجميع على امتلاك سيارات كهربائية والابتعاد عن السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري. حيث تصل هذه الامتيازات الضريبية إلى حد  الـ 1000 يوان صيني أي ما يعادل 160 دولار أمريكي على أساس سنوي.

استثمار بقيمة 400 مليون دولار في مشروع للسيارات الكهربائية

لقد أعلنت مؤخرا شركة بايدو الصينية العملاقة وصانع السيارات جيلي  عن استثمار مبلغ يقدر بـ 400 مليون لمشروع للسيارات الكهربائية Jidu. الجدير بالذكر هو أن شركة بايدو الصينية هي المستحوذة علي أغلب حصة المشروع بقيمة الـ 55% بينما تمتلك شركة جيلي حوالي الـ 45% من حصة الشركة وفقا للتقارير.

لقد شهد إبرام الصفقات الدولية في قطاع المركبات الكهربائية صعودا كبير جدا خلال السنوات القليلة الماضية حيث تنافست الشركات وتسارعت لتطوير مركبات كهربائية من المتوقع لها خلال السنوات القليلة القادمة أن تحل محل السيارات التي تعمل بـ محركات الاحتراق. أن القيادة الصينية متمثلة في الحكومة كانت وما زالت داعمة بشكل أساسي لقطاع الصناعة المحلية من أجل تحقيق النمو المطلوب ، وذلك قد ساعد بشكل كبير على تحفيز المزيد من المشاريع الناشئة للظهور في قطاع السيارات الكهربائية.

الجدير بالذكر هو تضاعف قيمة الصفقات في مجال المركبات الكهربائية في دولة الصين بقدر ثلاث مرات بقيمة وصلت لقرابة الـ 6.5 مليار دولار خلال العام الماضي 2021 مقارنة بـ قيمة 2 مليار دولار خلال 2020. كما أظهرت البيانات أن صفقات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة زادت بأكثر من الضعف إلى 924 مليون دولار العام الماضي من 353 مليون دولار في القيمة في 2020.

من ناحية أخرى، فقد أعلن اتحاد شركات رينو ونيسان عن استثمارات بقيمة وصلت إلى حد الـ 26 مليار دولار وذلك بهدف مشروع للسيارات الكهربائية على مدى خمس سنوات قادمة. يأتي هذا الاستثمار أيضا من أجل التواجد في المنافسة على صناعة السيارات الكهربائية وسط عمالقة بدأوا في هذا المجال سريعا كـ تويوتا والتي أعلنت مسبقا استثمارها قيمة الـ 70 مليار دولار بهدف إنتاج أسطول للسيارات الكهربائية الخاص بها ناهيك عن عملاق صناعة السيارات الكهربائية شركة تسلا والتي تتوقع نموا لها في عام 2022 يتخطى حاجز الـ 50% على أساس سنوي.

تركيا قادمة وبقوة في مجال السيارات الكهربائية

بينما الجميع يعقد مقارنات ما بين الصين والولايات المتحدة الأوروبية في مجال تصنيع وإنتاج السيارات الكهربائية، اذ بتركيا تظهر كـ الحصان الأسود في هذا الصراع. التجربة التركية هي بحد كبير شبيه بالتجربة الصينية وأن الصين وتركيا تراهنان على صناعة السيارات الكهربائية وذلك باعتبار تركيا هي الأخرى أحد أكبر مصنعي ومصدري السيارات إلى دول أوروبا عن طريق شراكات الدولة مع شركات تصنيع السيارات الأجنبية.

من ناحية أخرى، فقد أعلنت الحكومة التركية سعيها بافتتاح أول مصنع لإنتاج وتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية خلال هذا العام 2022 وأن الهدف الرئيسي أن تصبح تركيا أكبر مركز دولي لتصنيع السيارات الكهربائية حول العالم وكذلك إنتاج البطاريات الليثيوم والتي لا غني عنها كمكون رئيسي في عملية التصنيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى