الشاشة الرئيسيةمقالات

جلبة في الفضاء …ورامون يضرب بعنف

د. عبدالمهدي القطامين
لم يكن المشهد ضبابيا تماما على مقربة من مطار الملك الحسين الدولي في العقبة حين بدأت مداميك مطار رامون تطل برأسها على بعد لا يزيد عن الفي متر من برج مراقبة مطار الحسين وحوالي الذي بدأ تشغيله قبل نصف قرن ليظل متواضع الحركة ردحا طويلا من الزمن تهبط فيه طائرة واحدة اسبوعيا تأتي من عمان في رحلة وحيدة ثم تقفل الطائرة راجعة بما تيسر من ركاب ولم يكن له ما ينافسه في مجال الطيران .
ومع ارتفاع ضجيج البناء في مطار رامون الاسرائيلي بدأت الحكومات الاردنية تدرك ربما مخاطر هذا المنافس الجديد فبدات الاتصالات مع منظمة الطيران المدني الدولية لتوضيح المخاطر الملاحية التي يمكن ان يخلقها المطار الجديد والتشويش الذي قد يؤثر مباشرة على سلامة وامن الطيران في مطار الحسين الدولي كان ذاك هو البعد الاول الذي تلقفته الحكومة الاردنية وبدأت تناور من اجل ايقاف العمل بالمطار الجديد وفي تلك اللحظات بالذات لم يكن يدور في خلد المسؤول الاردني ان ثمة اضرار بليغة سيحدثها مطار رامون على الاقتصاد الاردني لاحقا وضمن مخطط مدروس من الجانب الاسرائيلي ولعل غياب مثل هذه المخاطر يعود الى عدم قدرة الحكومات الاردنية على التفكير الاستراتيجي ورسم سيناريوهات تتعلق بقدرة الجانب الاخر على اختراق مصالحنا الوطنية وتطويعها لتعزيز مصالحه هو .
وهنا يبدو السؤال الاكثر اثارة الم تستطع مجسات الحكومة ومخططيها قراءة متلازمة التضييق على العابرين عبر الجسور الواصلة بين ضفتي نهر الاردن من الاشقاء الفلسطينيين الامر الذي شكل ازمة غير مسبوقة وخلق الكثير من المصاعب والعقبات امام القادمين الى الاردن في طريقهم للاقامة فيه او السفر الى مختلف بلدان العالم .
الم يخطر على بال صناع القرار في الحكومة ان السفر عبر الجسور بات مقلقا متعبا في الجانبين وان ذلك ربما يكون مقدمة لتحول درامي في حركة المسافرين …
وسط كل هذه الضابية جاء القرار الاسرائيلي بالسماح لابناء فلسطين السفر عبر مطار رامون كبديل عن الجسور الامر الذي شكل ضربة موجعة للاقتصاد الاردني وبحسب تقديرات الاقتصاديين فأن الاردن يفقد جراء هذا القرار ما يقارب مليار و٢٠٠ مليون دينار سنويا وهي مجموع انفاقات المسافرين خلال مرورهم واقامتهم في الاراضي الاردنية .
ارتفاع الاصوات الاردنية المطالبة بوقف هذا القرار ستذهب سدى كما ذهبت الاصوات التي ارتفعت منددة بانشاء مطار رامون اساسا وتحميل السلطة الفلسطينية تبعات هذا القرار هو بمثابة القفز في الهواء فالسلطة لا تملك حلا وليس بمقدورها امتلاكه في ظل تنامي عدوانية العدو المحتل التي طالت كل شيء .
ويبدو ان الحكومة الاردنية ايضا لا تملك هي الاخرى اي حلول لهذه المعضلة الجديدة التي تضرب اقتصادا هو اصلا متهالك فالى اين المفر اذن ؟ من خراب قادم يلوح كلما لاحت طائرة اسرائيلية تحمل ركابا فلسطينيين .
وهل يمكن لضجيج الطائرات القادمة والمغادرة من مطار رامون ان يهدأ بعد ان سبق السيف العذل كما يقول المثل …..ثمة الكثير من التساؤلات التي لا نجد اجابتها والغريب في الامر ان حكوماتنا هي الاخرى لا تملك اي اجابة او قرار ينهي او يلغي قرارا اتخذه العدو الجار دون ان يرف له جفن او يخشى اي ردة فعل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى