الشاشة الرئيسيةمقالات

حصاد مونديال قطر 2022

الغواص نيوز
الدكتور عبدالمهدي القطامين
مع اسدال الستار على اخر فعالية لمونديال قطر 2022 فان الحقيقة تستدعي منا التوقف قليلا لمعرفة ما الذي حدث وماذا حصدت قطر من تنظيمها المونديال وما هو حصاد هذا المونديال العالمي الذي حط رحاله لاول مرة في دولة عربية مسلمة استطاعت ان تنجز الحدث بشكل خرافي واسطوري .
كان اول درس من دروس مونديال قطر ان هذه الامة التي غابت طويلا عن التاثير في العالم وفي نقل صورة المنطقة الحقيقية وصورة ناسها وقدرتهم على ان يكونوا روادا كبارا في كل شأن لكن هذا كما اكده المونديال مرهون بامرين قيادة تستشرف المستقبل وتقرأ الواقع بصورة حقيقية وادارة حصيفة تنفذ بصورة علمية دقيقة وقد توفر هذان الشرطان في قطر بصورة جلية ومبهجة فمن كان يصدق ان امير البلاد وشيخها تميم بن حمد يتفرغ طيلة المونديال من اعباء الحكم ليكون شاهدا على ما يجري في ارض الملعب يقف ويناصر ويفرح ويحزن احيانا لهذه النتيجة او تلك لقد كان حضور الامير الشيخ احد اهم عوامل نجاح المونديال بلا منازع ثم ان اولئك الفتية القطريين المشرفين على التجهيز والذين لم يتركوا اي امر للصدف والذين واصلوا الليل بالنهار على مدى عشر سنوات متتابعات اثبتوا ان الانسان العربي قادر على الانجاز مهما كانت المهمات صعبة ومعقدة .
اما الامر الثاني فقد كشف المونديال ان الشعب العربي الواحد من المحيط الى الخليج ما زال منحازا الى قبلة الامة الاولى الى فلسطين التي ما زالت في خاطر كل عربي وكل مسلم فكان العلم الفلسطيني سيد الموقف في كل اللقاءات التي خاضتها الفرق العربية في هذه البطولة وكان النشيد الخالد يتردد في سوق واقف وفي حديقة البدع وفي ملعب البيت وفي لوسيل ثمة صحوة شبابية عربية جديدة عنوانها
بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان
هكذا استطاعت الدوحة دوحة العرب ان تعيد للشباب العربي بعض حلم كاد ان يطوى في جب حسابات السياسة المعقدة والتي عصفت بمفومات الامة في الكثير من الاحيان وما زالت .
الامر الثالث الذي بينه مونديال قطر هو ان ثمة ثقافة عربية ما زالت لم تخبو نارها ثقافة ترسم ملامحها من ارثنا الخالد ومن تاريخنا العابق بالطيوب وكم كان جميلا ذلك اللباس العربي الذي وقف في وجه غربنة اللباس وقف شامخا كما هو العقال الذي يعلو فوق الرؤوس بصورته الزاهية .
اما الامر الرابع فقد كشف مونديال قطر الستر عن الحضارة الغربية التي ما زالت مسكونة بهاجس تفوق عرقهم الابيض وتلك النعرة السوداء من الكبرياء المزعومة والتي رافقت ايام المونديال وما قبله حين انبرى العديد من ساسة الغرب وحتى ناسهم في التشكيك بقدرة قطر او قدرة اي دولة عربية على اقامة مثل هذه التظاهرة العالمية وقد كشف المونديال ان حضارتنا العربية تقبل الاخر لكن حضارة الغرب ما زالت لا ترى في الاخر الا عدوا ما من صداقته بد .
اخيرا وبعد ان اسدل الستار على مونديال قطر فثمة شكر مستحق لفريق خطف قلوبنا التي تهفو الى اي انتصار فريق المغرب او فريق اسود اطلس الذين اتحفونا بكرة عربية جميلة وشكرا لكل الفرق العربية التي لعبت في هذا المونديال وكانوا نجوما حقا في المواجهات على الرغم من النتائج التي خذلتهم .
اما انتم اهل قطر شيبا وشبابا رجالا ونساء فتية وفتيانا فقد اثلجتم الصدر واوسعتم صدر البيت لمن قدموا ضيوفا على وطنكم وليس ذلك منكم بغريب فلواء يحمله شيخكم واميركم تميم لن يتجه الا للمكارم والعطاء فالشكر كله لكم وانتم ترسمون ملامح موطن عربي جميل يعلن الحب على كل زواره .
وكل مونديال والامة بالف خير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى