الشاشة الرئيسيةفكر وثقافة

الشاعر حكمت النوايسه يرثي البحر الكامل

د.حكمت النوايسه

حدسٌ بما أسميته الزّيتون يغشاني فينكسر المنامْ
ما ثمّ جرحٌ كي أرعّف بهجتي في ما تكدّسه السنابلُ من كلاميْ

شيبٌ يساورني كطيف حبيبةٍ رحلت وغلَّقت الكلامَ على الكلامْ
واستأثر المعنى بها لفظاً وغطتها الشآمُ عن الشآمْ
ما بين ألفيّتين من أسف تعذّرت الطريقُ، وأوحشت سفني برملِ حليبها، وعثرتُ لا متعثّراً، وهَمَتْ وهِمْتُ وهامَ غيريَ في الهيامْ
دُلّي عليها يا سحائبُ، يا مجازُ، ومرّري نوني على كينونتي، إني الّرحيلُ إلى مقارفة الرّخامْ
وجعي يبعثره التوجّس، أيُّ عيدٍ سوف ينقلني إلى بسماتها الرّعناءِ … أيّة غيمةٍ كانت تظلّلني على وطنٍ أخبئه عن المعنى فأوغل في الفطامْ
متفاعلاً مع كلّ ذي صمتٍ على ريبٍ أقودُ، رواحلي العطشى إلى بئر الخصامْ
في كل منعطفٍ أرتّب رحلةً قلقي إلى قمم القصائد كي تنامْ
وأنامُ لا مستعطفاً حلماً وأحلمُ كي أفيقَ من الغرامْ
حلبٌ تحرِّضني على الفسطاطِ واليمن المرامْ
أرمي إلى زيتونة المعنى الذي نسل السّلامَ من السّلامْ
وحبيبتي وطن السّلام، بعشب عينيها أُسرُّ سريرتي، وأفيء من قلق المحار بلجة المعنى إلى عشب الصّهيلْ
وأظلُّ أفترعُ الغموض من الغموض، ورنّة التشويش في شوق المجاز إلى الوضوحِ، أسوقها زغباً إلى صخر الجزيرة ألف عامٍ، ما نما عشبٌ وما بكت السّهامْ
دلّي عليها يا سهام، حبيبتي ارتحلتْ إليَّ مشوقةً، وأنا ارتحلتُ إلى مقارفة البكاءِ أطلّلُ الآتي لكي أبني القصيدةَ قاصراً لغتي على كافٍ يفارقُ نونَه، ليظلَّ أهلي سادةً وتظلَّ تُرتَكبُ المدائحُ في الحروبِ، وفي الهروبِ، وفي مفارقة السّماء لشمسها، وأظلّ -شأن قصيدتي – عطشاً بلجّة بحرها، عَطِشاً إلى الفوضى، وثغر حبيبتي، والشامِ، والمعنى، وذاكرة الطفولةِ، والظهيرة تحتَ سقفٍ متعبٍ، وأبي يقلّد حزمه، والنائحاتِ بقبرِ جعفر، والمكاتيب البريئة عند مدرسة البنات، تفّلني حمّى التّذكّر حيث أفتقد الأمامْ
متفائلاً أبني البكاء قصائداً عمري لها درجٌ، وأصنعُ مثلما أبغي شآماً للوسادة كي تنامْ
عطشٌ إليّ يقود قافيتي إلى عسل الحروفِ، أكذّب المرآةَ حين تشوفني قلِقاً على شين الشآمْ
والشام ليست جنّة طيناً ولكنْ حيرة المعنى إذا انتبه الكلامْ
والشام ليست جنّةً طيناً ولكن قبلةٌ ضاعت على خدّ الوحامْ
والشام ليست حصّة في النرد لكن سهمةٌ للمستهامِ
الشام أهليَ في الشروقِ وفي الغروبِ وثورةِ الزيتونِ في عطش الظلامِ،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى