مقالات

ثقافتنا السمعية مدمرة

بقلم الدكتور جميل الشقيرات

تعتمد الثقافة السمعية فقط على التناقل الشفهي، (قالوا…..بقولوا…..حكوا..سمعت انه…) وبالتالي لا تعطي خبرا صحيحا، ولا تبني ثقافة محترمة.. بل هي في أغلب الأحيان مجرد إشاعات، أو قصصا مفبركة وأخبارا زائفة، أو عبارة عن استنتاجات متسرعة، وتحليلات خاطئة، لأنها تفتقر لأسس التفكير المنطقي وغير موثقة.
وعندما تُبنى أي معرفة استنادا للسمع فقط، عادة ما تكون ناقصة ومشوشة، بل إنها كثيرا ما تعكس جهلا فاحشا بالموضوع، لذلك هي ثقافة مدمرة للعقول ومدمرة للأشخاص والمجتمع.
الثقافة السمعية هي الأكثر انتشارا في أغلب المجتمعات، لأنها أسهل، ولا تتطلب جهدا، وهي تحاكي الطبيعة البشرية بنزعاتها البدائية وأمراضها ونواقصها، وهي تناسب أكثر أولئك المفتونون بنظرية المؤامرة، أو الذين تستهويهم قصص الفضائح، والإثارة، وحياة الناس الخاصة لهذا، عندما تنتشر أخبار تتضمن جوانب سلبية، وفضائح، أو اتهامات لآخرين.. تجد رغبة عجيبة لتصديقها، وترويجها، حتى لو كانت تتناقض مع أبسط الحقائق المعروفة والموثوقة.
نجد كثيرا من الأخبار والروايات تنقل بين الأشخاص أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة سريعة دون التأكد من صحتها ويتداولها الناس وكأنها حقيقية.
نوعية الناس التي تنقل أو تصدق مثل هذة الاخبار تمثل الحالة التي يعيشونها ويعبرون عن الكبت الذي بدواخلهم كعزاء لخيباتهم وضعفهم.
عزيزي لا تصدق ما تسمعه وتحقق منه قبل أن تعيد انتاجة ونقله للآخرين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى