رمضان الرواشده الجنوبي المسكون بالوطن

بورتريه
د.عدالمهدي القطامين
ثمة خيط رفيع يلمحه القارىء الحذق بين رمضان الرواشده وابطال رواياته الجنوبي والنهر لن يفصلني عنك والمهطوان .
رمضان ابن الشوبك الذي لم يسقط فيه رأسه بل في اربد لكن قلبه سقط هناك متعلقا بتلك الجبال القاسية التي تنحدر ببطء من اطراف هضبة الشوبك …. من هناك حمل رمضان يساريته العنيدة والتي القت به فجأة في حضن الادارة العامة الاردنية وتحديدا في مجال الاعلام ومن بترا كانت اولى خطوات ادارة الاعلام مرورا بالتلفزيون الاردني ثم صحيفة الرأي وفي تلك المواقع كان رمضان نسيج وحده مجاهدا كي يصنع فارقا في الاداء رغم تكبيل الاعلام الرسمي بالعديد من القيود التي تفرضها اتجاهات عدة داخل الدولة الساعية للبحث عن موطىء القدم لها داخل منظومة اعلامها ولعل لها في ذلك الكثير من الحق فامتلاك ادوات الاعلام بالضرورة الطريق لتبني افكار الدولة وحمايتها والدفاع عن منجزها واخفاء اخفاقها ايضا .
وسط كل تلك القيود ظل الفتى الجنوبي رمضان مدافعا حازما عن كافة زملائه في العمل وكان حارسا لبوابة ما يدير سرعان ما ينتفض ان احس بتغول من اي جهة على اي زميل في المهنة فحاز بذلك الكثير من المودة والحب من قبل الزملاء الباحثين عن آفاق اعلامية رحبة لا تحد من قدرتها اية املاءات على التحليق او الانحياز للوجع الوطني الذي يحسه الناس وسط تفاصيل المعيشة اليومية التي راحت تضغط بلا هوادة .
الكثير من الزملاء الذين قدموا من اليسار ومن الايدلوجيات المختلفة اثبتوا الكثير من الجدارة في الادارة العامة وقد كان رمضان الرواشدة احدهم الذي وازن بين حق الناس في الوصول الى الحقيقة وبين حق الدولة في ان تبين رؤيتها دون لبس .
رمضان الرواشدة في مسيرته الادبية والاعلامية نموذج اردني طيب وغانم وثمة الكثير من المتسع للدولة ان تعرف اي فرق بين من ينظر من ثقب الباب الى وطنه وبين من ينظر الى وطنه من قلب مثقوب.