الشاشة الرئيسيةمقالات

نتائج زيارة بايدن للمنطقة: كان المولود ذكرا الا انه مشوه

ا. د احمد القطامين
انتهت حالة الولادة وكان االمتوقع ان يكون المولود ذكرا، وفعلا كما توقعوا كان المولود ذكرا الا انه ولد مشوها وغير قابل للحياة.
لعدة ايام قبل الزيارة كان الاعلام الاسرائيلي والغربي عموما يضخ كميات هائلة من الاخبار والتحليلات حول اهداف الزيارة والمتوقع منها، وجرى التركيز على ما سمي اعلاميا بالناتو العربي وهو ترتيب يتيح لاسرائيل استخدام الارض العربية لمراكمة السلاح والجنود في مواجهة ايران من جهة واحكام السيطرة على انظمة الحكم العربية من جهة اخرى.
وبعد ان انفض سامر الزيارة تبين ان الموضوع لم يبحث في العلن ولم يعلن عن قيام الناتو العربي الموعود، بالعكس اخذت الدول المرشحة لعضوية هذا الناتو تتنصل منه علنا وباصرار مع الكثير من كلمات الغزل الخجول بايران. فقد اعلنت مصر والامارات والسعودية عن عدم نيتهم الدخول ضمن هذا الترتيب وتراجعت الاردن عن موقف سابق اعلن فيه الملك ترحيبه بالفكرة ونيته الدخول في هذا الحلف.
لهذا التراجع الجماعي ربما سببين، الاول: ان فكرة التحالف كانت اسرائيلية بالاساس وعبرت عن نظرة ساذجة جدا للامور وغير قابلة للتحقق عمليا. فحتى يقام مثل هذا التحالف المركب والصعب لا بد من توافر الحد الادنى من القبول الشعبي، لان تحالف من هذا النوع يتطلب بيئة قابلة وداعمة وليست معادية كما هو حال مواقف الشعوب العربية الرافضة مطلقا لمجرد فكرة التعامل مع اسرائيل فما بالك التحالف العسكري معها ضد دولة اسلامية شقيقة.
اما السبب الثاني فكان القوة المتنامية والمؤثرة لايران سواء من خلال قوتها العسكرية والصاروخية او شبكة تحالفاتها الفعالة في المنطقة العربية. فقوة ايران العسكرية تعني ان الدول التي تشارك في الناتو العربي ستكون في مرمى الصواريخ الايرانية من ايران وسوريا والعراق ولبنان وغزة، مما يعني انه في حالة اندلاع الحرب بين ايران واسرائيل فان هذه الدول ستتعرض لتدمير هائل غير مسبوق.
هذان السببان ضغطا على بايدن وفريقه السياسي والعسكري الذي رافقه في الزيارة لاعادة تشذيب وتخفيض الاهداف الطموحة التي كانت مطلوب انجازها من تلك الزيارة، خاصة ان بعض المؤشرات المقلقة للامريكيين رافقت الزيارة وبينت ان عقدة خوف الانظمة العربية من الرؤوساء الامريكيين لم تعد كما كانت، ومن هذه الاشارات الاستقبال الباهت وغير المسبوق لرئيس امريكي حيث كان على رأس مستقبلي بايدن في مطار جدة امير منطقة مكة المكرمة وسفيرة السعودية في واشنطن وغياب الملك سلمان وولي العهد عن مراسم الاستقبال في المطار، وهي حالة غير مسبوقة.
كل هذه المعطيات ادت الى الاعتقاد السائد ان الزيارة كانت فاشلة في كل الجوانب وان تطورات لاحقة نابعة من هذه النتائج قد تشكل موضوعا ملحا للحديث في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى