الشاشة الرئيسيةمقالات

الصف الثاني في مؤوسساتنا

بقلم الدكتور جميل الشقيرات

يحصل أحيانا فراغ إداري واضح في بعض الإدارات عند تقاعد أو استقالة القيادات الإدارية في الصف الأول أو تركها للعمل لأي سبب من الأسباب فيحدث إرباك شديد في العمل و في العطاء ونقص في الإنتاجية وتبعثر للأهداف وتراجع في المسيرة. وهناك من ينظر إلى أن ذلك يعود إلى كفاءة تلك القيادات السابقة في فن الإدارة والقيادة.
الحقيقة تثبت عكس ذلك تماما، وتعكس عدة جوانب سلبية، ربما ساهم ذلك الاداري والقيادي في وجودها. لعل أهمها الجهل الإداري في العمل القيادي وأهمية دور التأهيل والإعداد للصف الثاني وغياب معايير الاختيار والترشيح السليمة للكفاءات من الإدارة الوسطى وعدم إعطاء فرص متساوية للكوادر الإدارية لشغل المواقع القيادية عند إحلال المناصب المقبلة فمنهم من يعتمد على الأقدمية لظنهم بأنها المعيار العادل مهما كان مستوى أولئك! وآخرون يتحركون‏ وفق الهوى فتمنح المناصب بالمحسوبية .. ويصل إلى المواقع القيادية ‏من لا يستحق ، ويغيب مبدأ الأولوية بالأفضلية من المتميزين والمبدعين الذين يملكون المهارات المطلوبة في الجوانب الإدارية والعلاقات الاجتماعية ‏والنظرة التطلعية، لدرجة أن بعض القيادات لا يعرفون مستوى العاملين في إدارتهم ولا يفرقون بين العامل من الخامل والمبدع من المهمل ومن أطّر نفسه بالأمور التقليدية ومن يتطلع دوماً إلى النواحي التطويرية. وربما ضاعت الأحقية بسبب المزاجية وإعطاء الفرص لمن لا يستحقها فعلا! وهي واحدة من أسباب عدم تقدم مستوى تلك الإدارات وتقهقرها .فبعض القيادات الأولى يحيطون أنفسهم بكوادر غير مؤهلة لخوفهم من العناصر المتميزة! ولم يعلموا أن القائد الناجح هو الذي يحيط نفسه بقادة عالية المستوى مهيئين ومدربين ‏ ويحرصون على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بما يساهم في صنع النجاح وضمان استدامة العمل السليم في الإدارات.
نتفق جميعاً على أن نجاح الأعمال يرتبط بنجاح القادة و تمكّنهم من المهارات القيادية والإدارية اللازمة. ويصبح أمر ترسيخ الثقافة المؤسسية المبنية على أسس صحيحة مطلباً ضرورياً لتغليب المصلحة العامة والحرص عليها من خلال تدريب وإعداد الكوادر بشكل جيد لفهم أساسيات العمل ‏وتفاصيله واستيعاب الأنظمة والإجراءات وتحمّل المسؤوليات باقتدار، والعمل على تمكينهم لتولي الوظائف القيادية فيما بعد بما يمكّنهم من اتخاذ القرارات الصحيحة في مجالات العمل.
ويظل من المهم جداً تنمية مهارات القيادات العليا أساسا في أساليب الإدارة التفويض والتمكين والتخطيط والإعداد وتطبيق خطة الإحلال والتعاقب بطريقة سليمة بعيداً عن المزاجية و العواطف بما يضمن سلامة الأداء والمساهمة في زيادة العطاء.
القيادات الرديفة أو ما يسمى الصف الثاني تستطيع تحقيق نجاحات قد تعجز عنها القيادات الأولى وخير مثال ما حدث مع فريقنا الرديف في كرة القدم حيث أحرز بطولة غرب أسيا في الوقت الذي عجز الفريق الأول من تحقيق انتصارات ننشدها……
دمتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى